قصة خرج شاباً من منزله يدفع عربته المحملة بالخبز

قصة خرج شاباً من منزله يدفع عربته المحملة بالخبز

فجأة، انطفأت الأنوار في كل غرف البيت دفعة واحدة، حتى أنفاس الهواء داخل المنزل تغيرت، وصار الجو أثقل… كأن شيئًا غير مرئي يمرّ بين الجدران.
ثم سُمع صوت خافت من غرفة مريم الصغيرة؛ همس يشبه تلاوة… أو دعاء…
لكن الصوت لم يكن صوت الطفلة، ولا صوت أحد يعرفونه.
دخل سامر الغرفة بخطوات بطيئة، وزوجته خلفه تتشبث به كأنها تخشى أن يسقط من بين يديها.
وعندما فتح الباب… وجد مريم جالسة على سريرها تنظر إلى زاوية الغرفة وهي تبتسم بطمأنينة.
قالت لهم بنبرة طفلة راضية:
“بابا… الرجل الطيب حكالي.”
اقترب منها سامر بخوف:
“أي رجل يا مريم؟”
أشارت إلى الزاوية الفارغة تمامًا:
“اللي إجا يوصل ماما… قال لي ما رح نجوع بعد اليوم. قال لي رزقنا جاي… وكبير… وبيوصل قبل الفجر.”
لم يفهم سامر ما يجري، لكن صوت طرق عنيف على الباب قاطعهما.
فتح سامر الباب ليرى شاحنة كبيرة متوقفة أمام المنزل، ورجالًا ينزلون صناديق مليئة بالدقيق والرز والزيت والسكر… وكميات يستحيل أن يشتريها حتى لو عمل سنة كاملة.
على أحد الصناديق ورقة كُتب فيها بخط جميل:
“رزق من الله… لعبدٍ لم ييأس.
ومن يتوكل على الله فهو حسبه.”

سقط سامر على ركبتيه يبكي من شدّة الدهشة، وزوجته بجانبه تبكي دون توقف… بينما وقفت مريم عند الباب تقول بصوت خفيف:
“قلتلك يا بابا… ما كسر وعده.”
تلك الليلة… كانت بداية الرزق، وبداية السر، وبداية القصة التي لم تُروَ بعد.