قصة قال القاضي وهو ينظر إلى الأوراق أمامه
قال القاضي وهو ينظر إلى الأوراق أمامه بصوت خالٍ من التعبير:
«قد قررت المحكمة إدانتك… والحكم عليك بالسجن المؤبّد.»
رفع بصره نحو المتهم ثم أضاف:
«هل لدى المتهم أيّ كلمات أخيرة؟»
رفع الرجل، بزيِّ السجن البرتقالي، عينيه ببطء.
كان صوته يرتجف، كأن كل حرف يخرج من أعماق جرحٍ قديم:
«سيدي القاضي… لي طلب واحد فقط.
أريد أن أرى ابني. لقد وُلد بعد دخولي السجن… ولم أحمله في حياتي قط.»
ساد صمتٌ ثقيل داخل القاعة.
نظر القاضي إلى الحراس، ثم أومأ برأسه موافقة.
فُتِح باب القاعة.
دخلت امرأة شابة، ملامحها مرهقة، وعيناها محمرّتان من السهر والبكاء.
كانت تحمل بين ذراعيها طفلًا صغيرًا، ملفوفًا ببطانية زرقاء.
اقتربت ببطء…
فتقدّم الحراس، وفكّوا القيود الحديدية من يديه لأول مرة منذ سنوات.
مدّ الرجل ذراعيه إلى طفله، وأخذه بحذر شديد كأنّه يخشى أن ينكسر بين يديه.
ستعرف في الصفحة التالية ما حدث بعد اللقاء الأول بين الأب وطفله، وما لم يتوقعه أي شخص داخل القاعة…

تعليقات