قصة لصٌّ يقتحمُ بيتًا ليسرقه
كنت أراقب ذلك البيت منذ ثلاثة أسابيع، بيت قديم في آخر الشارع، بإضاءة خافتة في النافذة كل مساء.
الستائر بالكاد تتحرك مع الريح، وكل شيء بدا ساكنًا، صامتًا، كأنه يخفي أسرارًا وراء الجدران.
علمت أن من تسكنه امرأة مسنّة، وحيدة، لا زيارات، ولا أصوات، ولا أحد يطرق الباب.
كان الهدف المثالي… أو هكذا ظننت، فكنت أستعد لاختراقه لأخذ ما أحتاجه بسرعة.
في تلك الليلة، كانت السماء ملبدة بالغيوم، والشارع خالٍ تمامًا.
أخرجت أدواتي من حقيبتي، وتقدمت نحو النافذة الخلفية بخطوات محسوبة، متحاشيًا أي صوت.
صوت ارتطام خفيف، ثم نقرة صغيرة — وها أنا بالداخل، أتحرك كظل وسط الظلام.
رائحة البيت كانت مزيجًا من الغبار، والصابون، وشيء يشبه اللافندر، شيء يربك حواسي.
كنت أفكر في النقود، المجوهرات، أي شيء أهرب به قبل أن تشرق الشمس.
لكن فجأة، جاء صوت ناعم ودافئ من الغرفة المجاورة: “كارليتوس؟ أأنت هنا يا عزيزي؟”
تجمّدت مكانها، وارتجفت يداي، وارتفع دق قلبي بشكل جنوني، لم أتوقع أن تعرف اسمًا…
كان عليّ أن أهرب، لكن شيء في نبرتها جعل قدميّ تبقيان مكانهما.
ثم اشتعل الضوء فجأة، وتوقّف الزمن في مكانه.
كانت هناك — امرأة عجوز، جالسة على كرسي خشبي قديم، وبطانية على قدميها،
تبتسم لي كأنها رأت ابنها يعود من السفر الطويل، وكأنني جزء من حياتها منذ زمن بعيد.
قالت بصوت مرتعش: “كنتُ أعلم أنك ستأتي، أنت دائمًا تأتي يوم الجمعة.”
ستعرف في الصفحة التالية ماذا حدث عندما قررت أن تظل بالبيت بدل السرقة، وما السر الذي كشفته لكارليتوس…

تعليقات