قصة مليونير حديث الثراء دفعَ متسوّلةً فقيرة في السوق

قصة مليونير حديث الثراء دفعَ متسوّلةً فقيرة في السوق

استيقظ إيثان في صباح اليوم التالي وهو يشعر بثقل غريب يضغط على صدره وكأنه عاش كابوسًا عالقًا بين النوم واليقظة. فتح هاتفه وبدأ بمراجعة رسائل العمل لكنه توقف فجأة حين ظهرت رسالة من مدير أحد المتاجر في السوق الشعبي. كتب له أن امرأة عجوز سقطت ليلة أمس في الشارع قرب المكان الذي كان يتجول فيه وطلب منه القدوم لأن هناك شيئًا يخصه. شعر بانقباض داخلي لكنه تجاهله وارتدى ملابسه بسرعة واتجه إلى السوق بشرود واضح.

عندما وصل وجده يقف قرب زاوية الطريق ويحمل كيسًا صغيرًا مهترئًا قال إن العجوز كانت تضمه إلى صدرها قبل أن تُنقل إلى المستشفى. أعطاه الكيس بخجل وقال إنها كانت تردد اسمه مرارًا مما جعل الجميع يظن أن هناك علاقة بينهما. فتح إيثان الكيس بيد مرتجفة ليجد بداخله صورة قديمة له وهو طفل صغير يقف بجانب أمه في يوم عيد ميلاده. تجمد في مكانه كأن الأرض سُحبت من تحته بينما الهواء يرفض الدخول إلى رئتيه.

شعر بأن العالم يدور من حوله بينما كل خيط حاول نسيانه يعود الآن ليخنقه بلا رحمة. أدرك في لحظة واحدة أن المرأة التي دفعها وأهانها بالأمس كانت أمه الحقيقية التي بحث عنها سنوات طويلة. أحس بوخز حاد في صدره وكأن الندم يهاجم قلبه بسكاكين حادة لا تتوقف. أمسك الصورة وكأنها الشيء الوحيد الذي يستطيع الإمساك به قبل أن ينهار تمامًا.

ركض نحو سيارته دون أن يرى شيئًا أمامه سوى وجه أمه المنهك وهي ترفع يدها تطلب المساعدة منه وهو يصدها بغرور رجل ظن نفسه أكبر من الفقر. انطلقت السيارة بسرعة بينما دموعه تنهمر للمرة الأولى منذ سنوات طويلة وهو يردد لنفسه أنه لا بد أن يصل قبل فوات الأوان. كان يشعر أن كل ثانية تمر تسرق منه فرصة كانت تنتظره ثلاثين عامًا. وعندما اقترب من المستشفى كان يعلم أن حياته ستتقسم إلى نصفين قبل اليوم وبعده.