قصة بعد وفاة زوجتي، طردتُ ابنتها

قصة بعد وفاة زوجتي، طردتُ ابنتها

دخلت الغرفة ببطء، وكأن الباب يخشى أن يصدر صوتًا يوقظ سنوات الندم. كانت ليلي على السرير، أضعف بكثير مما تخيلت، ولا تشبه الطفلة التي تركتُها تحت المطر سوى في عينيها البنيتين… نفس العينين اللتين كانت لورَا تقول إنهما أجمل ما ورثته منا. توقفت عند قدم السرير، غير قادر على الاقتراب أكثر، بينما كان صوت الأجهزة الطبية يملأ الصمت بيننا. ظلت عيناها مغلقتين، لكن صدرها يرتفع ويهبط بصعوبة تُقطّع القلب إلى أجزاء.

قالت إيما وهي تقف بجانبي: “لقد قاومت كثيرًا، لكنها بقيت تذكر شيئًا واحدًا… أنها تريد رؤيتك قبل أن يحدث أي شيء آخر.” شعرت بكلمتها تخترق صدري كالسهم. لم أفكر يومًا أن فتاة طردتها وكسرت قلبها قد ما زالت تعتبرني شيئًا يستحق أن يُنادى في لحظات الضعف. اقتربت خطوة، ثم أخرى، حتى أصبحت بجانبها. مددت يدي بارتجاف ولمست أطراف أصابعها الباردة، فتفتحت عيناها ببطء كمن يستيقظ من حلم طويل ومؤلم. نظرت إليّ… ولم تحمل ملامحها أي كراهية.

قالت بصوت واهن متقطع: “كنت أعرف أنك ستأتي… لم أكرهك يا أبي.” شعرت بصدري ينهار. سقطت على الكرسي بجانبها وأمسكت يدها بكل ما تبقى لدي من قوة. حاولت أن أقول شيئًا، أي شيء، لكن الكلمات علقت في حلقي. لم يكن في وجهي مكان لكتم الدموع، ولم يكن في قلبي مكان لشيء سوى الندم. همست لها بصوت مخنوق: “أنا آسف يا ليلي… آسف على كل لحظة ظلمٍ وعمى… آسف لأني تركتك تمضين في العاصفة.” ابتسمت تلك الابتسامة الصغيرة التي كانت لورَا تملكها، ابتسامة فيها مسامحة أكبر مما أستحقه.

ثم أغلقت عينيها مرة أخرى، وكأن الحديث أنهكها. وضعت إيما يدها على كتفي وقالت بصوت مطمئن: “إنها بخير الآن… وجودك أعاد لها شيئًا كانت تبحث عنه منذ زمن.” لم أعرف إن كنت أستحق هذه الكلمات، لكنني عرفت شيئًا واحدًا: تابع في الصفحة الثالثة…