قصة مسكوها بتسرق لبن
رجعت أريانا خطوتين لورا، جسمها بترعش كأن حد هددها.
قالت بخوف: “لا… مش همشي من البيت… لو مشيت… هييجوا.”
ضاق مايكل عينه: “مين؟”
سكتت… بريئة وخايفة… وبصت على الباب كأنها متوقعة حد يقتحمه في أي لحظة.
قرب منها وقال بهدوء يحاول يطمّنها: “اتكلمي… مفيش حد هيأذيكي طول ما أنا هنا.”
بلعت ريقها وقالت: “في راجل… بيجي ياخد منا فلوس كل أسبوع… ويضربنا لو ما دفعناش.”
نزلت الكلمة على مايكل زي نار — مش بس فقر، دا استغلال… واعتداء… وطفلة بتحارب لوحدها.
وعرف وقتها إن خروجه من السوبر ماركت مش كان صدفة.
رفع الطفل الرضيع بصعوبة وقال: “هنا مش آمن. لازم نمشي حالًا.”
أريانا بصت له بخوف وبعدين بنظرة استسلام — كأنها فهمت إن حياتها مش هتتغير لو فضلت.
وبصوت ضعيف قالت: “لو هتاخدنا… خد أختي وأخويا… أنا مش مهم.”
الكلمة جرحت مايكل لدرجة حس بيها في صدره — إزاي طفلة تشوف نفسها مش مهمة؟
ركع قدامها وقال بثبات: “إنتِ أهم واحدة… لأنك اللي حافظتي على إخواتك.”
دموعها نزلت لأول مرة بدون خوف، بدون دفاع.
ولما مد إيده وقال: “ثقي فيّ يا أريانا”، مسكت إيده بخجل…
وكانت اللحظة دي بداية حياة جديدة — لهم… وليه كمان.

تعليقات