قصة ابشـع جـريمة في تاريخ البشـرية

قصة ابشـع جـريمة في تاريخ البشـرية

لم تستطع الأم النوم تلك الليلة رغم أنها لم تكن تعرف ما الذي يحدث بالضبط داخل بيتها. كان القلق ينهش قلبها منذ أن لاحظت التغيّر الغريب في تصرفات ابنتها خلال الأسابيع الماضية. فقد أصبحت شاحبة أكثر من المعتاد وتتفادى النظر في عيون والديها وتغلق باب غرفتها طول الوقت. أما الأب فكان يعيش حالة من ارتباك داخلي منذ أن علم باختفاء ابنته عن المدرسة طوال أسبوع كامل دون أن يخبر أحدًا.

في صباح اليوم التالي قرر الأب أن يوصل ابنته بنفسه كما يفعل دائمًا ولكنه بقي واقفًا خلف الطريق يراقبها من بعيد. رأى ابنته تدخل البوابة لثوانٍ قليلة ثم تلتفت حولها وكأنها تتحقق من خلو المكان من العيون التي تراقبها. وبعدها خرجت بخطوات متسارعة وهي تنظر إلى هاتفها مرارًا قبل أن تقف عند الرصيف تنتظر سيارة سوداء توقفت أمامها فجأة. فتح الباب الخلفي بخفة ودخلت إليه دون تردد.

لم يصدق الأب ما رآه لأول مرة في حياته. شعر وكأن الأرض تهتز تحت قدميه وهو يشاهد ابنته تضحك وتتكلم مع ذلك الشاب داخل السيارة. ازدادت صدمته عندما لاحظ أن السيارة تسير ببطء وكأن السائق يريد أن يسمح لابنته بالاقتراب أكثر وزاد ذلك الشعور حين شاهد رأسها ينحني نحوه كأنها تبحث عن حماية مفقودة. لحظتها أدرك الأب أن هناك سرًا مظلمًا لم يكن يعلم عنه شيئًا.

قرر الأب أن يتبع السيارة بهدوء دون أن يثير انتباههما. كانت المسافة بينهما قصيرة بما يكفي لرؤية كل ما يحدث وطويلة بما يكفي ليمنعه الخوف من التهور. توقفت السيارة أمام عمارة قديمة ودخل الشاب ومعه الفتاة إلى الداخل وكأنهما يعرفان المكان جيدًا. هنا بدأ الأب يشعر بأن شيئًا كارثيًا ينتظره خلف تلك الجدران التي اختفت خلفها ابنته.

وفي الصفحة الثانية ستبدأ الصدمة الحقيقية التي غيّرت مجرى الأحداث…