قصة ابشـع جـريمة في تاريخ البشـرية
تسلل الأب إلى داخل العمارة وكأنه يمشي بين أشباح الماضي والمستقبل معًا. كل خطوة كانت تشبه سكينًا يشق صدره خوفًا وقلقًا على ابنته التي لا يعرف ماذا تفعل خلف أحد تلك الأبواب. ظل يصعد الدرج ببطء شديد رغم أن قلبه كان يركض أسرع مما يستطيع جسده أن يحتمل. وعندما وصل إلى الطابق الثالث رأى بابًا نصف مفتوح يخرج منه ضوء خافت وصوت متقطع يشبه الهمس الخائف.
اقترب بخطوات محمولة على الصدمة أكثر من الإرادة. وعندما دفع الباب بيده المرتجفة ظهرت أمامه ابنته في وضع لم يتخيله يومًا. كانت جالسة على طرف السرير ووجهها مبلل بالدموع بينما الشاب يقف أمامها وهو يضغط على كتفها محاولًا تهدئتها. لم تكن ملامح المشهد كما توقع الأب ولم تكن الابنة تفعل شيئًا مشينًا بل كانت خائفة مثل طائر صغير محاصر. لحظتها فقط تلاقت عينا الأب بعيني ابنته ورأى شيئًا لم ينتبه له من قبل.
صرخت الفتاة فجأة عند رؤية أبيها وكأنها اكتشفت فجأة الخطر الحقيقي. نهضت بسرعة ووقفت في منتصف الغرفة تحاول منعه من التقدم وكأنها تحاول إخفاء شيء ما. لكن الأب لم يسمع شيئًا ولم ير شيئًا سوى ملامح الخذلان على وجه ابنته. كان يظن أنها تخونه لكنه لم يفهم أنها كانت تحاول النجاة من شيء أكبر. حاول الاقتراب منها فسقطت على ركبتيها وهي ترتجف بشدة وكأنها تبحث عن الهواء.
بدأ الشاب بالصراخ محاولًا الدفاع عن نفسه وادعى أن الفتاة جاءت إليه مختارة وأنه لا يتحمل أي مسؤولية. لكن الأب لم يقتنع بكلماته واندفع نحوه في لحظة غضب لا يمكن السيطرة عليها. حدثت بينهما مشادة قصيرة انتهت بسقوط الأب على الأرض بعدما دفعه الشاب بقوة. لم تكن الأرضية صلبة فحسب بل كانت باردة كالخوف الذي يحيط بالمكان مما زاد الألم داخل صدره.
في الصفحة الثالثة ستنكشف الحقيقة التي لم يكن أحد يتوقعها…

تعليقات