قصة ابشـع جـريمة في تاريخ البشـرية

قصة ابشـع جـريمة في تاريخ البشـرية

عندما نهض الأب بصعوبة من الأرض اكتشف أن ابنته تبكي بطريقة مختلفة هذه المرة. لم تكن دموع خوف منه بل دموع خوف عليه. تقدمت نحوه بسرعة وجثت بجانبه وهي تحاول أن تخبره شيئًا بصوت متقطع. لكن صوت الشاب تدخل بقسوة وهو يقول إنه لا يريد مشاكل وإنه لم يجبر أحدًا على شيء. كانت الكلمات تختلط مع العبارات المكسورة التي تحاول ابنته قولها مما جعل الموقف أكثر تعقيدًا مما يبدو عليه.

مرّت لحظات قبل أن تتمكن الفتاة من قول الحقيقة. لم تكن غائبة عن المدرسة للهو أو للقاء الشاب بل لأنها كانت تتعرض للابتزاز من شخص مجهول يمتلك صورًا قديمة لها ويرسلها للتهديد كلما حاولت التراجع. لم تلجأ لأهلها لأنها كانت تخشى رد فعلهم وخافت أن تخسرهم. أما الشاب فكان يحاول مساعدتها فقط بعد أن أخبرته كل شيء وطلبت منه أن يجد طريقة لإنقاذها. وهنا أدرك الأب أنه أساء الظن بابنته رغم كل شيء.

اقترب الشاب بخجل واعترف أنه رافقها خوفًا من أن تقابل المبتز وحدها وأن العمارة كانت مكان اللقاء الذي حدده المجرم لإعطائها مهلة أخيرة. قبل وصول الأب بدقائق كان الشاب يقنعها بأنه سيذهب معها لمركز الشرطة وأنه لن يتركها تواجه ذلك الخطر وحدها. وبمجرد أن دخل الأب شاعت الفوضى واعتقدت الفتاة أن والدها سيتعرض للخطر إذا رأى المبتز يقترب من الشقة. لذلك حاولت منعه من الدخول قبل أن يكتشف الحقيقة كاملة.

لم يملك الأب سوى أن يضم ابنته بقوة بعدما انكشفت الحقيقة أمامه. كانت لحظة صعبة ملأت الغرفة صمتًا طويلًا قبل أن تنهار الفتاة في حضنه وتخبره بكل ما أخفته خوفًا من الوقوع في الخطأ. أما الأب فكان يلوم نفسه على الشك الذي كاد يحطم ابنته دون أن يعرف شيئًا عن معاناتها. وبعد دقائق ساد هدوء غريب يسبق اتخاذ قرار واحد لا رجعة فيه وهو إبلاغ الشرطة والبحث عن المجرم الذي حاول تدمير حياتها.