قصة الطفلة اللى قالت له: هسدّ لك لما أكبر

قصة الطفلة اللى قالت له: هسدّ لك لما أكبر

بعد ما سابها ومشي، فضل صوتها يلفّ في دماغه زي صدى مش بيهدى. الجملة اللي قالتها “هسدّ لك لما أكبر” علقت في قلبه بشكل غريب، كأنها مش مجرد كلام طفلة… كأنها وعد كاتب له مصير جديد. حاول يركّز في اجتماعاته وصفقات اليوم، بس دماغه بيرجع للسلم… للبنت… للبيبي اللي كان بيعيّط.

رجع تاني يوم لنفس المكان، وفضل واقف قدّام السوبرماركت كأنه مستني حاجة محددة تحصل. بص للسلم… للباب… للمارة. بس الطفلة ما ظهرتش. مرّ يوم والتاني، وكل مرة يرجع، السلم فاضي والشارع أبرد. وبدأ القلق ياكل فيه، قلق ما حسّوش من سنين طويلة، وكأنه مسئول عنها من غير ما يعرف ليه.

قرر يدور عليها بنفسه. سأل أصحاب المحلات، جاله ناس قالوا إنهم شافوها أيام فاتت… وبعدين اختفت فجأة. الجملة اللي قالتها له بدأت تاخد شكل جديد جواه، شكل مسؤولية، أو يمكن قدر. وبقى متأكد إنه لازم يلاقيها، مهما كان الثمن، ومهما كلفه الموضوع.

وفي ليلة مليانة ضباب، وهو ماشي في شارع جانبي هادي، سمع صوت طفل بيعيّط. وقف… قرب… والقلب بدأ يدق بسرعة. في آخر الزقاق كانت بنت صغيرة، نفس الشعر، نفس الملامح… بس واقفة قدّام رجل ضخم ملامحه مش مريحة. توماس اتجمد مكانه. البنت كانت بتبص له بخوف، كأنها مستنياه من أول يوم.

في الصفحة الثالثة… السرّ اللي كانت البنت مخبيه… والسبب الحقيقي لاختفائها…