قصة الطفلة اللى قالت له: هسدّ لك لما أكبر
توماس اتقدم بخطوات ثابتة، لكن جواه كانت عاصفة. الراجل اللي واقف فوق راسها بصلّه بنظرة عدائية وقال بوقاحة: “عايز إيه؟”
توماس ما ردش… كان شايف الخوف في عين البنت، والخوف ده ولّع فيه غضب ما حسّوش من سنين. قرب أكتر وقال بصوت منخفض لكنه خطير: “سيبها.”
الراجل ضحك، ضحكة قصيرة وقذرة، وقال: “دي مش بتاعتك.”
في اللحظة دي، البنت جريت واستخبت ورا توماس، وبصوت متقطع قالت: “هو… بيخلّيني أشتغل له… أنا كنت بهرب… أنا خايفة.”
الكلمة نزلت على توماس زي سكينة. فهم فجأة اختفاءها… فهم التعب في صوتها… فهم إن وعدها بالسداد ماكانش على قد دَين علبة لبن. كان على قد حياة كاملة بتنهار. توماس وقف قدّام الراجل كأنه جدار، وماسمحله يقرب. بعد لحظات توتر، الراجل بصّله، شتم بكلمتين، ومشي وهو بيهدد. لكن توماس ما بينش، كان تركيزه كله على البنت اللي كانت بترتعش.
قعد على ركبته قدّامها زي ما عمل أول يوم وقال بهدوء: “انتي مش لوحدك… اسمعيني… مش هسيبك، مفهوم؟”
البنت كانت بتبكي بصوت مكتوم، بس لأول مرة فيه أمل صغير ظهر في عينيها. الطفل الصغير كان نايم بين إيديها، وتوماس حس إن اللحظة دي أكبر من مجرد صدفة. كأن القدر كان بيقوده خطوة بخطوة لحد ما يلاقيها من تاني.
وقف، وطلب منها تيجي معاه، وقال: “من النهارده… مفيش حد يلمسك.”
البنت بصّت له بخوف… بس كمان بثقة جديدة.
وقالت بصوت واطي جدًا:
“أنا قلتلك… هسدّ لك لما أكبر… يمكن… يمكن ده أول جزء من السداد.”

تعليقات