قصة عارفين الست دي وابنها كانوا راكبين تاكسي
كانت الست قاعدة على الرصيف ووشها شاحب، إيديها بتترعّش وهي ماسكة راسها كأن الدنيا لفّت بيها فجأة. ابنها واقف جنبها مش عارف يطمنها ولا يعرف يقول لها إيه، والصدمة مخلياه تايه بين خوفه عليها وخوفه من المصيبة اللي حصلت. الكيس اللي ضاع مش مجرد فلوس… ده كان كل أملهم في عملية محتاجينها بسرعة قبل ما تتدهور حالة والدهم. وكل ما تفكر إن التاكسي مشي من غير ما تحس، قلبها يتقطع أكتر.
الظابط اللي كان واقف على الناصية شافهم من بعيد، وشاف انهيارها اللي مش محتاج شرح. قرب منهم بخطوات هادية ونبرة فيها احترام وقال: “خير يا جماعة، في حاجة حصلت؟” الولد حاول يشرح وهو بيبلع ريقه بصعوبة، والأم مش قادرة تنطق كلمة من كتر ما هي مغلوب عليها. فهم الظابط الموقف بسرعة، وحس إن الوقت بيمشي والعربية كل دقيقة بتبعد أكتر، فبدأ يفكر بتركيز من غير ما يضيع لحظة.
وقف معاهم، لا سِيبهم يمشوا ولا ساب دموعهم تكسرهم. بص حواليه على المحلات، ولاحظ إن الشارع مليان كاميرات ممكن تنقذ الموقف لو عرف يوصل لأول خيط. طلب من الولد يوصف التاكسي بدقة، موديله ولونه وحتى شكل السواق لو يفتكره. الولد قال اللي يقدر عليه، والظابط كان بيسمع كل كلمة باهتمام كأنها مفتاح لحل لغز كبير. الأمل بدأ يرجع شوية لملامح الأم، رغم إن قلبها لسه بيدق بسرعة.
بدأ الظابط يلف على المحلات واحدة واحدة، يسأل، يشوف الكاميرات، يطلب مرة واثنين وعشرة. في كل محل، كان بيقرب خطوة من الحقيقة وبيبعد خطوة عن فشل ماقدرش يقبله. الوقت كان بيجري، والنهار بيغرب، والبرد بيعلى، لكن إصراره كان أكبر من أي تعب. كل ما الكاميرات تطلّع جزء من الطريق، كان بيجمعه زي قطع بازل، لحد ما شاف لقطة واضحة للتاكسي وهو ماشي بسرعة والكيس ظاهر بوضوح على الكرسي الخلفي.
في الصفحة الثانية… المفاجأة اللي ماحدش كان متوقعها حصلت! ..

تعليقات