قصة عارفين الست دي وابنها كانوا راكبين تاكسي

قصة عارفين الست دي وابنها كانوا راكبين تاكسي

لما شاف الظابط لقطة التاكسي من الكاميرا، حس إن الخيط أخيرًا ظهر. أخد الصورة بسرعة، وبعت المواصفات للعمليات في القسم، وطلب منهم يساعدوه في تتبع أرقام التاكسيات اللي مرّت في المنطقة خلال الوقت اللي حصل فيه الموقف. التعبيرات على وش الولد بدأت تتغيّر لأول مرة، كأن بصيص أمل صغير بدأ ينور في قلبه. أما أمه، فكانت واقفة ودموعها على خدها بس عينيها متعلقة في الظابط كأنه آخر رجاء.

بعد دقائق طويلة، وصّلهم رد من القسم برقم التاكسي ومناطق تحركه. الظابط قال للأم: “إحنا قريبين… ماتخافيش.” مشي بسرعة ناحية عربيته وطلب منهم يركبوا، وقال لهم إن لو في 1% أمل، فهو مش هيسيبها تقع. الطريق كان زحمة، بس هو كان بيسوق بإصرار مش عادي، وعينه على كل عربية صفراء يعدّي جنبها، يمكن تكون هي. الست كانت تدعي في سِرّها، والولد ماسك إيديها كأنه خايف تنكسر في أي لحظة.

وصلوا لمكان قريب من موقف التاكسي، وهناك شافوا عربية واقفة بنفس المواصفات. قربوا منها بخطوات سريعة، والست قلبها وقع من الرعب والرجاء معًا. الظابط فتح باب التاكسي من غير تردد، وفضل يبص في الكراسي، الأرض، الشنطة… لحد ما لمح الكيس محشور بين المقعد والباب، كأنه كان مستني يرجع لأصحابه. الست صرخت من الفرحة، والولد اتنفس أول نفس حقيقي من ساعة المصيبة.

مسك الظابط الكيس وادهولهم بابتسامة بسيطة جدًا، كأن اللي عمله شيء عادي، مع إنه بالنسبة لهم كان معجزة. الست مسكت إيده وقالتله بصوت بيرتعش: “إنت منقذ… إحنا مدينين لك بعمر كامل.” بس هو هزّ راسه وقال بهدوء: “أنا بس عملت شغلي… المهم فلوسكم رجعت.” الأم فضلت تبكي من الفرحة، والولد وقف يكرر: “شكراً… شكراً يا باشا.” وفي اللحظة دي، اتأكدوا إن لسه في ناس قلبها أبيض… وبتوقف في ضهر الغلابة من غير ما تستنى مقابل.