قصة لقد بدأ الأمر كقضية اختفاء غامضة لا تفسير لها
مع بدء تحليل الأدلة، اكتشف فريق التحقيق أن الطبيب لم يُقتل فور اختفائه، بل ظل محتجزًا لفترة طويلة، وهو ما فتح بابًا جديدًا من الأسئلة. لماذا احتُجز حيًا؟ وما المعلومات التي كان يمتلكها وجعلته هدفًا؟ فقد وُجدت آثار تقييد متكررة على معصميه، تدل على أنه كان يُنقل من مكان لآخر طوال الشهور الأولى بعد اختفائه. هذا وحده كان كفيلًا بإشعال الشكوك حول وجود تنظيم كبير خلف الجريمة، تنظيم قادر على الاختفاء عن الأنظار وإخفاء ضحية لفترة طويلة دون أن يشعر به أحد. التقارير الأولية أكدت أن هذا التنظيم له صلة مباشرة بتجارة غير مشروعة تحقق أرباحًا خيالية، لكن أحدًا لم يتوقع صلتها بالمسالخ.
التحقيقات كشفت لاحقًا أن الطبيب كان قد قدّم بلاغًا قبل اختفائه بأيام قليلة، بلاغًا لم يُفتح رسميًا بسبب “نقص الأدلة” بحسب ما ادّعت الإدارة في ذلك الوقت. البلاغ يشير إلى أن الطبيب اكتشف “نمطًا غير طبيعي” في أعمار الحيوانات التي تدخل إلى بعض المسالخ الفاخرة في المدينة، حيث كانت تُسجّل أعمار وهمية لتبرير دخول ماشية غير قانونية جرى تهريبها من دول مجاورة. هذا التلاعب كان يوفّر ملايين الدولارات عبر التهرب من الرسوم، ويسمح بإدخال لحوم مريضة أو محظورة دون رقابة صحية. الطبيب كان على وشك كشف ذلك، لكن شخصًا ما عرف بتحركاته قبل فوات الأوان.
في أحد الأدراج الحديدية داخل المخزن، وجد المحققون دفترًا صغيرًا غارقًا في الدماء، لكنه لم يتلف بالكامل. صفحاته كشفت أسماء موظفين ومسؤولين كبار، وُجدت بجانب كل اسم علامة X بخط اليد. كانت تلك العلامات تشير بحسب التحليل المبدئي إلى أشخاص هم جزء من الشبكة، أو ربما كانوا ضحايا محتملين مثل الطبيب. لكن أكثر ما أثار الرعب هو الصفحة الأخيرة، التي كُتب فيها بخط مرتجف: «لو اختفيت… ابحثوا عن ملف B-17.» لم يعرف أحد معنى الرمز في البداية، لكنه تكرر في إحدى الكاميرات المسروقة التي تم العثور عليها لاحقًا في نفس المكان.
بدأت الشرطة تعيد فك سلسلة الأحداث، وكل دليل جديد كان يقودهم إلى زاوية أعمق وأكثر خطورة. أحد الخبراء أكد أن الأسلوب المستخدم في تعليق الجثث هو طريقة تُستخدم لإخفاء آثار تفريغ الدم، وهو ما يعني أن المجرمين أرادوا عدم ترك أي دليل بيولوجي خلفهم. لكن ما هو أغرب من ذلك هو أن إحدى الجثث لم تكن مشنوقة ولا مذبوحة، بل كانت محفوظة بطريقة محترفة وكأن الهدف منها “الاحتفاظ بمعلومة ما”. وهذا التفصيل جعل المحققين يتساءلون: هل هناك شخص ثامن كان على قيد الحياة عندما غادر المجرمون المكان؟ وما دوره الحقيقي في الشبكة؟
تابع في الصفحة الثالثة، فالحقيقة التي ستظهر ستقلب كل شيء رأسًا على عقب…

تعليقات