قصة لقد بدأ الأمر كقضية اختفاء غامضة لا تفسير لها
بعد أسبوع من العمل المتواصل، توصّل فريق التحقيق إلى أن ملف “B-17” ليس رقمًا عشوائيًا، بل رمز لغرفة سرية داخل أحد المسالخ الحديثة التي تعمل رسميًا تحت غطاء قانوني. اقتحمت الشرطة الموقع في عملية محكمة، وهناك وجدوا غرفة محصنة لا يدخلها إلا أشخاص محددون ببصمة إلكترونية غير مسجلة في النظام الأساسي للمسلخ. داخل الغرفة، عُثر على أجهزة أرشيفية تحتوي على تسجيلات سرية لعمليات نقل ماشية مشبوهة، إلى جانب لقطات يظهر فيها الطبيب البيطري قبل اختفائه وهو يحاول توثيق المخالفات بنفسه. أحد الفيديوهات صوّره قبل ساعات فقط من خطفه، ويظهر فيه وهو يقول: «لو وصلوا لهذا الدليل… هينتهوني.»
أخطر ما في الغرفة لم يكن التسجيلات، بل الملفات الورقية التي تظهر عقودًا بين تجار كبار ومسؤولين نافذين. الأوراق كشفت أن الشبكة كانت تبيع لحومًا غير صالحة للاستهلاك لمطاعم راقية، وتستخدم مسالخ سرية لإخفاء مصدرها الحقيقي. الطبيب كان على وشك فضح العملية بالكامل، لكن رؤوسًا كبيرة تدخلت لإسكاته. أسماء ثقيلة ظهرت للمحققين، أسماء لو ظهرت للرأي العام قد تُسقط مؤسسات كاملة. أحد الضباط تردد في متابعة القضية خوفًا من تبعاتها، لكن قائد الفريق قال جملة واحدة حسمت الموقف: «احنا قدّام جريمة ما ينفعش ندفنها.»
في اللحظة نفسها، ظهرت معلومة جديدة قلبت مسار التحقيق: بصمة وراثية على إحدى الجثث السبع تعود لشخص ما زال حيًا—شخص مرتبط بالطبيب قبل اختفائه. وبعد مراجعة البيانات، اتضح أنها تتطابق مع مساعده السابق، الذي استقال فجأة قبل أشهر من الحادث. بدا واضحًا أن المساعد كان جزءًا من الشبكة، لكنه لم يتوقع أن ينتهي به المطاف معلقًا بين الضحايا. هذا الاكتشاف أثبت أن الشبكة لم تكن ترحم حتى أفرادها، وأن الطبيب كان أقرب بكثير لكشف الحقيقة مما اعتقده الجميع. الضباط أدركوا أن الوقت يضيق، وأن الشبكة قد تتحرك لإخفاء ما تبقى من آثارها.
قبل إعلان النتائج رسميًا، جمع المحققون العائلة وأخبروهم بما عرفوه حتى اللحظة. كانت الصدمة مضاعفة: الطبيب لم يمت فورًا، بل قاوم لأجل الحقيقة حتى آخر نفس، وربما نجح بالفعل في ترك مفاتيح تقود لفضح كل من يقف خلف الجريمة. زوجته بكت بحرقة، لكنها قالت بصوت مكسور: «هو مات… بس ما سكت.» المحققون قرروا فتح القضية للرأي العام، وإصدار مذكرات توقيف بحق ثمانية أشخاص، بينهم مسؤولون كبار. وللمرة الأولى منذ ثلاث سنوات، شعرت العائلة بأن صوت الطبيب لم يُطفأ… بل عاد أقوى مما ظنّ الجميع. وما سيأتي لاحقًا لن يكون مجرد تحقيق… بل معركة لكشف الحقيقة بالكامل.

تعليقات