قصة كان المشهد على الطريق السريع صادمًا

قصة كان المشهد على الطريق السريع صادمًا

عند توقف السيارة بجانب الرجل المسن، شعرت بدقات قلبي تتسارع وكأنها صدى سنوات الغياب كلها. رفع رأسه ببطء، وبدت عينيه غارقتين في الحزن والانتظار، وكانت تلك اللحظة تحمل مزيجًا من الصدمة والدهشة التي لا يمكن وصفها. شعرت أن الزمن توقف، وأن كل ما اعتقدته عن الماضي قد يتغير في ثانية واحدة. نظرت إليه جيدًا، ولاحظت ملامحه التي لم تتغير رغم التجاعيد والخبرة التي منحتها السنوات.

اقتربت منه بحذر، وهو يمد يده مترددًا كما لو كان يخشى أن تُمحى اللحظة بمجرد لمسه. لم أستطع الصمت أكثر من ذلك، فقلت بصوت متهدج: “أبي… هل أنت حقًا أنت؟” ارتعش جسده كله، وعاد الدمع ينساب من عينيه بعد ثلاث سنوات من الانفصال والصمت المؤلم. كان لحظة لم أفكر يومًا أن أعيشها، شعور الغضب، الشوق، والأمل في الوقت ذاته يتصارع بداخلي بلا رحمة.

بدأت أتحدث معه، وأدركت فجأة كم هو وحيد ومحتاج، وكم كانت حياته صعبة بدون أي اتصال من العائلة. كل كلمة ينطق بها تكاد تنكسر بين أسنانه، وكل حركة يديه تحكي قصة سنوات من الألم والصمت. حاولت أن أهدئه، وأن أشرح له سبب الغياب، لكن الكلمات لم تكن كافية. شعرت بالذنب يغمرني، وأدركت أن لحظة اللقاء هذه تحمل مسؤولية كبيرة لإصلاح ما فات.

جلسنا على جانب الطريق لبعض الوقت، نتبادل الصمت والكلمات البسيطة، محاولين استيعاب كل شيء. كانت الشمس ما زالت تحرق فوقنا، لكن الحرارة لم تعد مشكلة، بل مجرد خلفية لحقيقة أكبر وأعمق. كان الوقت يتباطأ، وكل ثانية تمر تزيد شعوري بأن حياتي ستتغير للأبد بعد هذا اللقاء، وأن الرحلة التي قادتني إلى هنا لم تكن عبثًا.

ترقبوا في الصفحة التالية المفاجأة التي ستكشف الغموض وراء اختفاء أبي كل هذه السنوات…