قصة نشأتُ مع عمٍّ لم يردني يومًا في بيته
دخلت غرفة المستشفى حيث كان عمّي يرقد، شاحبًا، ضعيفًا، وعيناه مليئتان بالدموع والندم. ارتجفت أقدامي وأنا أقترب منه، لم أكن أعلم ماذا أقول، أو هل يجب أن أغضب، أم أقبل اللقاء. رفع يده المرتجفة وقال بصوت هزيل: «ابني… هناك شيء لم أخبرك به… أرجوك استمع لي قبل أن أرحل.» شعرت بأن كل سنوات الألم تتكثف في لحظة واحدة، وأن هذه الكلمات يمكن أن تغيّر حياتي بالكامل.
بدأ يروي لي تفاصيل لم أتخيلها أبدًا، عن والديّ وعن حادث السيارة الذي قيل لي إنه حادث عادي، لكنه كان نتيجة مؤامرة داخلية من أشخاص أرادوا الاستفادة من ورثتي المبكر. كانت كل حياة عائلتي، وكل ما عشت من ألم وظلم، جزءًا من سلسلة أحداث أكبر بكثير مما توقعت. صدمني الحديث، لم أستطع أن أصدق أن كل ما مررت به كان نتيجة خطط وأسرار لم أكن أعرف عنها شيئًا.
وسط تلك اللحظات، شعرت بمزيج من الغضب والحزن والارتياح، الغضب لأنني تعرضت للألم، والحزن لأنني فقدت وقتًا طويلًا من حياتي، والارتياح لأن الحقيقة ظهرت أخيرًا. تحدثت إلى عمّي لساعات، وسألت كل سؤال خطر ببالي، وكل إجابة كانت تكشف المزيد عن حياة لم أرها من قبل، وعن أسرار دفنت سنوات طويلة.
وعندما انتهى الحديث، كان الوقت قد اقترب من رحيل عمّي، لكنه نظر إليّ وقال بابتسامة متعبة: «الآن، أنت تعرف الحقيقة… استخدمها بحكمة… عش حياتك كما تريدها… ولا تدع الماضي يسيطر عليك بعد اليوم.» خرجت من المستشفى وأنا أشعر بوزن ثقيل يختفي من قلبي، وبأنني حر أخيرًا لأكون أنا، لأعيش، لأبني حياتي بعيدًا عن الظل الطويل الذي تركه عمّي وعقلي خلال كل تلك السنوات.

تعليقات