قصة أبي هذان الطفلان النائمان بين القمامة يشبهانني
اقترب بيدرو من الطفلين ببطء، كأنه يريد أن يتأكد أن ما يراه حقيقي. حاول الإمساك بيد أحدهما، لكنه تراجع حين شعر ببرودة الجلد والغبار العالق على ملابسهم. لم يصدّق إدواردو ما يراه، كل شيء بدا له كأنما ينعكس من مرآة الزمن، يرى نفسه في هذا الحيّ القاسي الصامت. الصمت الذي ملأ المكان كان مُحاطًا برائحة القمامة والدخان والغياب الطويل للأمل، لكنه أثار شيء لم يشعر به منذ سنوات.
نظر الطفلان النائمان بعينين نصف مفتوحتين، وكأنهما استشعرا وجود بيدرو، ولم يتحركا من مكانهما، رغم حركة السيارات من حولهما. حاول إدواردو الاقتراب، لكن كل خطوة كانت كأنها تمثل حاجزًا بين العالم الذي يعرفه وواقع لا يريد مواجهته. قلبه كان يتسارع بشدة، لم يعد يفكر في نفسه، بل في ابنته الصغيرة التي لم تعرف بعد قسوة الحياة.
جلس بيدرو بجانب الفرشة القذرة، وضع يده بلطف على ظهر الطفل الأصغر، كما لو أنه يعرفه منذ زمن بعيد. ابتسم بشكل خافت، دموعه بدأت تتجمع في عينيه دون أن يشعر، وهو يراقب كل ملامحهم. إدواردو ظل واقفًا متجمّدًا، عاجزًا عن التصرف، لم يعد يعرف إذا كان عليه التدخل أم مجرد الانتظار لرؤية ما سيحدث.
لحظة صمت طويلة عمّت المكان، كأن الوقت توقف عن الدوران، والريح توقفت عن التحريك بين أكوام القمامة. كل شيء بدا هادئًا بشكل غريب، وكأن المدينة نفسها كانت تنتظر كلمة أو حركة صغيرة تغيّر مجرى الأحداث. في هذه اللحظة، بدأ بيدرو يتحدث بصوت منخفض إلى الطفلين، كلمات بسيطة لكنها كافية لإيقاظ شيء داخلهما.
ترقبوا الصفحة الثانية، فالمفاجأة بدأت تتشكل أمام أعين الجميع… تعرفوا كيف سيؤثر هذا اللقاء على حياة بيدرو ووالده الملياردير بالكامل…

تعليقات