قصة أبي هذان الطفلان النائمان بين القمامة يشبهانني

قصة أبي هذان الطفلان النائمان بين القمامة يشبهانني

أخذ إدواردو بيد الأطفال برفق، وبدأ يقودهم بعيدًا عن الرصيف الموحش، كل خطوة كانت كأنها تبني جسرًا بين عالمه وعالمهم. بيدرو ركض بجانبهم، يتحدث معهم ويستمع لكل كلمة، كل قصة عن المعاناة والجوع كانت تقوي عزيمته في قلبه الصغير. كل شيء بدا وكأن الزمن توقف ليتأكد أن كل طفل يستحق فرصة للحياة الكريمة.

وصلوا إلى السيارة، وجلست العائلة كلها في الداخل، صمت غريب يملأ المكان، لكنه لم يكن ثقيلاً هذه المرة. كان صمتًا مليئًا بالأمل، صمت يحمل وعدًا بأن حياة هؤلاء الأطفال لن تبقى كما هي. إدواردو وضع يده على كتف بيدرو، وقال بصوت هادئ لكنه قوي: سنهتم بهما معًا، لن يعيشان ما عشناه نحن.

في الأيام التالية، بدأ ترتيب خطة لدعم الأطفال، تسجيلهم في مدرسة، تأمين طعامهم وملابسهم، وكل شيء يحتاجه طفل في عمرهم. بيدرو كان يشارك في كل خطوة، يشرح للطفلين أن الحياة يمكن أن تتغير، وأنهم ليسوا وحدهم. قلبه الصغير كان ممتلئًا بالفرح، والأطفال بدأوا يشعرون لأول مرة بما يعنيه الأمان والاهتمام.

تغيرت حياة العائلة بأكملها، لم يعد المال هو الهدف الوحيد، بل أصبح العمل من أجل الآخرين جزءًا من حياتهم اليومية. كل لقاء، كل ابتسامة، كانت تذكيرًا بأن الخير يمكن أن يولد من أبسط الأفعال، وأن قلب الطفل الصغير قادر على إحداث الفرق. وهكذا، بدأت رحلة جديدة للعائلة، رحلة مليئة بالحب والأمل، لم يتوقع أحد أن تكون البداية بهذه الطريقة المؤثرة.