قصة كان رجلاً ثريًا تظاهر بالنوم وبجانبه ذهب

قصة كان رجلاً ثريًا تظاهر بالنوم وبجانبه ذهب

تقدّمت الفتاة نحو الطاولة بخطوات مترددة، كأنها تخشى أن تزعج الهواء نفسه. كانت نظراتها تتنقّل بين الرجل النائم ومحفظته المفتوحة، ولم يكن في ملامحها ما يدل على نيّة سيئة. لكنه، من خلف جفنيه المغلقتين، كان يراقب كل حركة، مترقبًا اللحظة التي تمتد فيها يدها نحو المال. ظل قلبه ينبض بقوة، ليس خوفًا على ثروته، بل خوفًا من أن يثبت له العالم مرة أخرى أن الجميع خائن حين تسنح الفرصة.

غير أنها لم تفعل ما توقعه أبدًا. توقفت بعيدًا عن الطاولة، ثم انحنت لتلتقط الغطاء الصغير الذي سقط من على الأريكة دون أن ينتبه. رفعته برفق شديد، كأنها ترفع طفلًا، ثم غطّت جسده الكاذب بالنوم بكل هدوء وحرص. وبدلًا من أن تمد يدها إلى الذهب، مدّت يدها إلى ضوء الغرفة فأطفأته كي لا يزعجه حين يستيقظ. كانت تصرفاتها بسيطة، لكنها كانت تحمل صدقًا يوشك أن يخترق جدار قلبه المتآكل.

وقفت لحظة تحدق في المال، لا رغبة في عينيها ولا تردّد، بل شيء مختلف تمامًا… شيء يشبه الحزن. اقتربت من النافذة تنظر إلى سماء الليل، وكأنها تفكر في أمّها المريضة التي تركتها في غرفة الخدم تكابد الألم وحدها. لو أرادت، لكانت أخذت المال علاجًا لها، لكنه كان واضحًا أنها لا تفكر في الجيب بل في القلب. ومن مكانه، شعر الملياردير بأن شيئًا غريبًا يحدث داخله، كأن الحقيقة بدأت تفرك غبار الشك عن روحه.

ثم فعلت الفتاة أمرًا لم يخطر بباله حتى في أحلامه الأكثر مثالية. أخذت المحفظة، نعم، لكنها لم تفتحها لتسرق، بل أغلقتها جيدًا ووضعتها في درج بعيد عن الأنظار. كتبت ورقة صغيرة بخط مرتجف: «سيدي، وجدت أغراضك هنا… خشيت أن تقع بالخطأ، فوضعتها في مكان آمن.» وضعت الورقة فوق الطاولة وغادرت بهدوء شديد، تاركة وراءها دهشة لم يعرف لها الرجل اسمًا، وتحولًا نفسيًا لم يتوقعه يومًا.

لكن ما سيكشفه في الصباح… سيقلب حياته كلها… اعرف ما سيحدث في الصفحة الثانية…