قصة كان رجلاً ثريًا تظاهر بالنوم وبجانبه ذهب
استيقظ الرجل قبل شروق الشمس، والصمت يلفّ القصر مثل غطاء ثقيل. حمل الورقة بيده، وأعاد قراءة كلماتها أكثر من عشر مرات، وكأن كل جملة تكسر طبقة جديدة من القسوة التي بناها حول قلبه لسنوات. لم يكن معتادًا على النقاء، ولا على أن يكون أحدهم وفيًّا دون مقابل. ولأول مرة منذ فترة طويلة، شعر بالارتباك… ذلك الارتباك الذي يصيب من يكتشف أن ما يؤمن به طوال عمره ربما كان خاطئًا. وظل يردد في نفسه سؤالًا واحدًا: «لماذا لم تأخذ شيئًا؟».
قرر أن يراقب الفتاة سرًا كي يفهم أكثر. رآها تنظف المطبخ بإخلاص مذهل، تمسح الطاولة من بقايا الأمس، وتجلب الماء لوالدتها المريضة، وتبتسم لها رغم التعب الواضح على وجهها الصغير. لم تكن تعرف أنه يراها، ولم تكن تحاول أن تبدو صادقة، كانت فقط… هي نفسها. فتاة بسيطة تحمل قلبًا أنقى من كل الذهب الذي يملكه. ومع كل دقيقة، شعر الملياردير بأن خوفه القديم من البشر بدأ يتصدع تحت وقع أفعالها.
وفي منتصف النهار، حدث ما لم يكن في الحسبان. بينما كان الرجل يمشي قرب غرفة الخدم، سمع الفتاة تبكي بصوت مخنوق وهي تهمس لأمها بأنها لا تعرف كيف ستدفع ثمن الدواء هذا الشهر. تجمّد في مكانه، وشعر بشيء يشبه الخجل يضرب صدره. لو أرادت المال لثانية واحدة فقط، لكان في يدها الآن ما يكفي، لكنه فهم عندها أن الفقر لا يسرق القلب، وأن الرغبة لا تهزم المبادئ دائمًا. وقف يستمع من خلف الباب دون أن يجرؤ على الدخول، كأنه الطالب الذي اكتشف الحقيقة لأول مرة.
وفي المساء، جمع شجاعته واقترب منها لأول مرة بوجه مختلف، ليس وجه الرجل المتكبر، بل رجل يبحث عن صدق ضائع وجد جزءًا منه في قلب فتاة فقيرة. جلس معها وسألها عن حياتها دون أن يذكر ما حدث بالأمس، لكنه كان يراقب إجاباتها بعناية، وكل كلمة كانت تثبت له أن اختبار الأمس لم يكن كافيًا لمعرفة معدنها الحقيقي. شعر برغبة غريبة أن يفعل أكثر… لا ليكافئها، بل ليكفّر عن سنوات من سوء الظن. وكانت تلك الليلة بداية تغير كبير لم يدركه هو نفسه.
لكن الصدمة الحقيقية لم تأتِ بعد…
فالفتاة كانت تخفي سرًا لم يتوقعه أبدًا اعرف التفاصيل في الصفحة التالية…

تعليقات