طالبة تمريض خجولة تغيبت عن الامتحان
وضعت لايا الظرف أمامها على السرير، ثم لمسته بأطراف أصابعها كما لو كانت تخشى أن يختفي في اللحظة التي تلمسه فيها. كان الظرف سميكًا، وبدا من ملمسه أنّه يحتوي على أكثر من مجرد ورقة موافقة على إعادة الامتحان. ومع ذلك، بقيت لحظة الصمت في الغرفة ثقيلة جدًا، وكأن الهواء نفسه ينتظر معها. لم تكن لايا من النوع الذي يسعى للهدايا أو يعوّل على الآخرين، لذلك كان هذا الموقف أكبر من قدرتها على الاستيعاب بسهولة. وكل ثانية تمر كانت تزيد إحساسها بأن حياتها تتغير بطريقة لا يمكن التراجع عنها.
أخيرًا فتحت الظرف ببطء، وعندما سحبت الأوراق شعرت بارتجافة تسري في جسدها من الرأس إلى القدمين. كانت أول ورقة عبارة عن خطاب رسمي مختوم من إدارة الجامعة، يؤكد السماح لها بإعادة الامتحان في تمام الساعة الثالثة من اليوم نفسه. لكن الورقة الثانية… جعلتها تغطي فمها بيدها. كانت وثيقة كاملة لمنحة دراسية ممولة باسمها، تشمل الأقساط والكتب والمختبرات وحتى سكن الطلاب للعام القادم بأكمله. لم تستطع تصديق أن ما خافته طوال السنوات الماضية قد أزيح عن صدرها بهذه السهولة، وكأن أحدهم أعاد لها الحياة التي ظنت أنها ستضيع إلى الأبد.
لم تكن تلك الأوراق وحدها داخل الظرف، بل كان هناك أيضًا بطاقة صغيرة تحمل ختم إحدى أكبر المستشفيات الخاصة في البلاد. قرأت الكلمات المكتوبة بخط يد واضح ودقيق: “تم تحديد موعد مقابلة لتقييم قبولك كتدريب سريري صيفي في قسم الطوارئ.” كادت لايا تبكي من شدة الصدمة، فذلك القسم تحديدًا كان حلمها منذ السنة الأولى. حلم ظنته بعيدًا جدًا، ألمع من أن تتمكن من لمسه، والآن ها هو بين يديها. شعرت بشيء يشبه الامتنان يشتعل في صدرها، شيء جعل عينيها تلمعان رغم محاولتها أن تظل ثابتة.
لكن أكثر ما أوقف نبضها مؤقتًا هو الورقة الأخيرة في الظرف، والتي لم تكن توقّعها أبدًا. كانت رسالة قصيرة جدًا، لكنها حملت وزنًا لا يمكن تجاهله. كانت مكتوبة بخط يد حاد وقوي، وقالت فيها: “المرأة التي ساعدتِها ليست زوجتي فقط… إنها أيضًا شريكتي في أهم قرار سأعلنه الأسبوع القادم. ما أنقذتِه لم يكن حياة واحدة… بل مستقبلًا كاملًا.” حين قرأت الكلمات، شعرت لايا بأن الأرض تحرّكت تحت قدميها للحظة. لم تكن تعرف التفاصيل، لكنها أدركت في تلك اللحظة أن القصة أكبر مما ظنّت بكثير، وأن ما فعلته تلك الليلة سيجرّ معها سلسلة من الأحداث التي لا يمكن التنبؤ بها.
في الصفحة القادمة… يظهر سر خطير كانت العائلة تخفيه عن الجميع. تتغيّر علاقة لايا بالمدير التنفيذي بطريقة لم تتوقعها أبدًا.

تعليقات