كان يفصلني يومٌ واحد فقط عن الزواج بزوجتي الجديدة

كان يفصلني يومٌ واحد فقط عن الزواج بزوجتي الجديدة

جلس الشاب أخيرًا على الأرض، وكأنه لم يعد قادرًا على مواجهة وزنه أو وزن الحقيقة التي جاء ليكشفها. جلست مقابله دون أن أدري، فقط لأسمع النهاية. كان قلبي يدق بقوة، وأصابعي ترتجف، وعيناي معلّقتان بشفتيه تنتظران تلك الكلمات التي ستغير حياتي للأبد. قال إن زوجتي، في لحظاتها الأخيرة، كانت تبحث عن شخص واحد فقط. لم تكن تبحث عني، ولا عن مساعدة. كانت تبحث عن أختها الصغرى. الاسم الذي قالته كان اسم تلك الأخت… الأخت التي قُطعت علاقتها بنا قبل الحادث بثلاث سنوات. الأخت التي لم تعد تتواصل معها ولا معي بسبب خلاف كبير لم نُصلحه أبدًا.

لكن الصدمة الأكبر جاءت في الجملة التالية. قال إن تلك الأخت… كانت في المستشفى نفسها يوم الحادث، وإنها وصلت قبل أن أصل أنا. قال إنها هي التي أمسكت بيد زوجتي عندما لفظت أنفاسها الأخيرة، وإنها خرجت من الباب الخلفي قبل وصولي بدقائق، لأنها لم تستطع مواجهتي أو مواجهة الحقيقة: أنها كانت على خلاف معها حتى اللحظة الأخيرة. شعرت بأن الألم يعبر صدري مثل سكين ساخنة، وبأنني خُدعت لسنوات بصورة ناقصة لما حدث. لم أفهم كيف يمكن لكل هذه التفاصيل أن تبقى مخفية عني، ولماذا اختارت الأخت أن تظل صامتة طوال هذه السنوات.

ثم كشف الشاب سرًا آخر أشد ثقلًا: قال إن تلك الأخت كانت على اتصالٍ طويل معه بعد الحادث، وإنها هي التي طلبت منه ألا يخبرني بشيء. قالت له إنني لن أحتمل الحقيقة، وإن إخباره لي قد يمزّق ما تبقى من حياتي. كانت تخاف عليّ، على الرغم من أنها لم تتواصل معي مباشرة. وعندما سألته لماذا جاء الآن، ولماذا اختار اليوم قبل زفافي تحديدًا، قال إنه رأى إعلان زواجي بالصدفة عبر أحد الأقارب… وإنه أدرك أنني أقف على أعتاب حياة جديدة تمامًا. وأنه لا يريدني أن أدخل هذه الحياة وأنا أحمل نصف حقيقة فقط. قال إن الرجل الذي سيبدأ بعد ساعات حياة جديدة مع زوجة جديدة… يجب أن يعرف كل شيء.

في تلك اللحظة، نظرتُ إلى قبر زوجتي الراحلة، وشعرت بأن رياحًا غير مرئية تمرّ بين الأشجار وتحمل معها كل ما تبقّى من سنوات الألم. كنت ممزقًا بين الامتنان والغضب، بين الحزن والراحة، بين الماضي الذي عاد فجأة بكل ثقله… والمستقبل الذي ينتظرني على بعد يوم واحد فقط. وقفت ببطء، بينما كان الشاب ينهض أيضًا، وعرفت أن حياتي لن تعود كما كانت قبل دخولي هذه المقبرة. وأن قرارًا صعبًا ينتظرني عند الباب… قرارًا سيحدد مصيري مع المرأة التي تنتظر زفافي من ثلاث سنوات كاملة.

وفي الصفحات المقبلة… ينكشف دور الأخت في الحادث.
وفي الصفحات المقبلة… يبدأ أصعب قرار في حياة الراوي.