قصة عندما سحبت حماتها الكرسي من تحتها

قصة عندما سحبت حماتها الكرسي من تحتها

بعد دقائق بدت كالدهور، خرج الطبيب من غرفة الطوارئ، ونظر إلى توماس بعينين جادتين، وقال بصوت ثابت:
“الحمد لله، كلاهما بخير… لكن بحاجة إلى الراحة والمراقبة الدقيقة خلال الساعات القادمة.”
ارتاح قلب توماس قليلاً، لكنه لم يخفف من قلقه. ظل واقفًا بجانب سرير زوجته، يراقبها بعين لا تغفل عن أدق حركة، يحاول أن يلامس يدها بحذر، وأن يطمئن نفسه بأنها وطفلهما على ما يرام. شعور الامتنان والخوف تداخل في صدره، وكأن قلبه يتعلم مرة أخرى معنى الهدوء بعد العاصفة.

إميلي فتحت عينيها بصعوبة، ورأت وجه توماس القلق يقترب منها، فابتسمت رغم التعب. همست بصوت خافت:
“أنا… أنا بخير… صغيرنا بخير أيضًا.”
انحنى توماس فوقها، يضغط على يدها برفق، والدموع تنهمر على وجنتيه. كل ما قالته الكلمات لم يكن كافيًا ليصف ما شعر به من فرحة واكتفاء مؤقت. ظل في قلبه شعور بالخطر، كأنه مرّ بتجربة قرب الموت أعادت له إدراك قيمة كل لحظة.

بينما كان الطبيب يشرح الإجراءات اللازمة للعناية بإميلي والجنين، شعر توماس بغضب مكبوت تجاه حماته. لم يستطع تصديق أن شخصًا يمكن أن يكون بهذه البرودة والقسوة تجاه حياة بشرية، مجرد رغبة في السيطرة أو الإحراج. كان يفكر كيف سيواجه مارجريت، وكيف سيضع حدودًا لا يمكن تجاوزها مرة أخرى. ووسط هذا الغضب، أدرك أن حماية عائلته لن تكون بالكلمات، بل بالتصرفات الحازمة والقرارات الواضحة.

ظل توماس إلى جانب إميلي طوال الليل، يحكي لها قصصًا بسيطة ليخفف عنها القلق، ويخبرها كم أحبّها، وكم هو ممتن لوجودها بجانبه. كانت إيماءاتها الصغيرة، وتنفسها المنتظم، كل إشارات حياة تجعل قلبه يرتاح قليلاً. ومع كل لحظة، أدرك أن الحياة يمكن أن تتغير بين ثانية وأخرى، وأن لحظات الحب والدعم هي ما تصنع الفرق الحقيقي في مواجهة المصائب.

في الصفحة القادمة… يكشف توماس عن خطته لمواجهة حماته…. تبدأ العائلة مواجهة لا تُنسى مع مارجريت….