قصة ودّع رجل زوجته وأطفاله الأربعة

قصة ودّع رجل زوجته وأطفاله الأربعة

ودّع الرجل زوجته وأطفاله الأربعة عند فجر يوم شاحب، محاولًا كبح دموعه وصوت قلبه الذي يئن من الفراق. كان يسافر إلى المدينة باحثًا عن فرصة عمل تساعده على توفير مصاريف الحياة، ويترك وراءه كل ما يحب. خطا خطواته ببطء، وكل خطوة كانت تثقل قلبه، لكنه كان يعلم أن المستقبل يتطلب تضحية كبيرة. نظر إلى زوجته وأطفاله للمرة الأخيرة، وهم يلوحون له بابتسامات باهتة، وعلم أن هذا الوداع ليس كالآخرين، بل وداعًا يختبر صبره وصلابته.

لم تمضِ ساعات قليلة حتى رنّ هاتف المنزل، وارتجفت الزوجة عند سماعها نغمة الاتصال. رفعت السماعة بحذر لتسمع صوت رجل غريب، عميق وحزين، يسألها: “أنتِ زوجة فلان؟” أجابت بقلق، وابتلاعها الحزن الذي بدأ يتسلل إليها: “نعم، أنا زوجته.” صمت الهاتف لوهلة، ثم سمعته يقول بصوت يختلط فيه الحزن والرعب: “السيارة التي كان يستقلها… تعرّضت لحادث خطير.” شعرت الأرض وكأنها تهتز تحت قدميها، لكنها لم تصرخ، ولم تنول، بل اكتفت بالقول: “الحمد لله، إنا لله وإنا إليه راجعون.”

ترَك الزوج زوجته وأطفاله الأربعة الصغار، وكانت تعيش معهم في بيت أهل زوجها، مكان كان في البداية مأوى محبًا دافئًا. لكنها اكتشفت سريعًا أن المشاعر قد تتبدل، وأن المسؤوليات الثقيلة قد تحوّل القلوب إلى جدران باردة. أيام قليلة مرت، وبدأت المعاملة تتغير، إذ تخلّى أهل زوجها عن كل التزاماتهم تجاه الأطفال. وأبلغوها بصراحة وبلا رحمة: “نحن لسنا مسؤولين عن أولادك.” لم تبق أمامها سوى الصدمة والحيرة وعيونها الممتلئة بالدموع.

وفي النهاية، قررت الأم الرحيل، وهي تحتضن صغارها بكل ما تبقى لديها من قوة وحنان. خرجت من بيت زوجها مذعورة، والدموع تنهمر على وجنتيها، متجهة نحو بيت والدها الذي كان مأوى مؤقتًا لها ولأطفالها. استقبلها أهلها بالترحاب، لكن مع مرور الأشهر بدأت تشعر بأنها أصبحت عبئًا ثقيلاً عليهم، خصوصًا مع ازدحام حياتهم وأعبائهم. كان قلبها يثقلها كل يوم أكثر، وكل مساء كانت تسمع همساتهم الخافتة عن ثقل مصاريف الأطفال وتزايد احتياجاتهم.

وفي الصفحة القادمة… الأم تواجه قرارًا صعبًا يغيّر مسار حياتها بالكامل…تكتشف حقيقة لم تكن تتوقعها عن مستقبل أطفالها….