قصة ودّع رجل زوجته وأطفاله الأربعة
ليلة حالكة مرت عليها بلا نوم، وهي تجلس بجانب أطفالها الأربعة، تفكر في الطريقة الوحيدة للخلاص من الحزن والضغط المتراكم على قلبها. لم يعد بإمكانها أن تعيش كعبء على الآخرين، وقد شعرت أن كل خطوة تخطوها تخيّم فوقها مسئوليات لا طاقة لها على حملها. نظرت إلى وجوه أطفالها وهم نائمون بسلام، رغم الفوضى التي أحاطت بهم، وأدركت أن مسؤوليتها تجاههم أكبر من أي خوف أو ألم. في تلك اللحظة، قررت أن تخرج من البيت بهدوء، دون أن يلاحظ أحد رحيلها، وتبدأ حياة جديدة بمفردها.
مع شروق الشمس، جمعت ما استطاعت من أمتعتها الصغيرة، ووضعت الأطفال في أحضانها، وخرجت من البيت بصمت وكأنها شبح يمر بين الجدران. لم تكن تعرف إلى أين ستذهب، لكنها كانت متأكدة من شيء واحد: عليها حماية أطفالها بأي ثمن، مهما كانت الظروف صعبة أو الطريق مليئًا بالعقبات. كانت خطواتها متسارعة، وعيونها تراقب كل حركة حولها، لكنها لم تسمع صوت أي شخص يحاول إيقافها. شعرت للمرة الأولى منذ أسابيع بحرية غريبة، لكنها كانت حرية مليئة بالقلق والخوف.
أيامها التالية كانت اختبارًا للصبر والشجاعة، فهي تحاول أن تؤمن حياة مستقرة للأطفال، بينما تبحث عن عمل، ومأوى، وطعام يكفيهم. كان الطريق مليئًا بالصعوبات، لكنها لم تيأس، فقد أدركت أن القوة الحقيقية لا تأتي من السهولة، بل من القدرة على مواجهة الألم والمضي قدمًا. كل صباح يبدأ بعزم جديد، وكل مساء ينتهي بقلق وخوف على مستقبل الأطفال. لكنها لم تتوقف عن الأمل، فالأمل كان الشيء الوحيد الذي يضمن استمرار الحياة.
وفي إحدى الليالي، وبينما كانت الأم تفكر في خطواتها القادمة، صادفت شخصًا غريبًا في طريقها، امرأة بدت وكأنها تعرف المعاناة التي عاشتها، تشعر بها دون أن تقول كلمة. اقتربت منها ببطء، ووضعت يدها على كتفها، وقالت بصوت هادئ: “لا تقلقي… سأساعدك.” شعرت الأم بانفعال غريب، وكأن هذه المرأة هي الأمل الذي لم تكن تعرف أنه موجود. ومن تلك اللحظة، بدأت الأمور تتغير بطرق لم تتوقعها أبدًا، وكأن الحياة نفسها أعادت ترتيب أوراقها.
وفي الصفحة الثالثة… المرأة الغامضة تكشف سرًا قد ينقذ حياتهم جميعًا… الأم تواجه مواجهة لم تتخيلها مع ماضي زوجها الغائب….

تعليقات