قصة دفعت طفلة في السابعة من عمرها تدعى ليلي عربة صدئة
كانت ليلي، الطفلة ذات السنوات السبع، تدفع عربة قديمة تصدر صريرًا مؤلمًا، وكأن الحديد يصرخ معها طلبًا للنجدة. داخل العربة كان يرقد توأمان حديثا الولادة، مايكا وإيما، ملفوفين ببطانية رقيقة لا تقاوم البرد. دخلت ليلي غرفة الطوارئ بعينين واسعتين مرهقتين، تحمل عمرًا أكبر بكثير من طفولتها. توقفت الممرضة في مكانها، ويدها ترتجف من الصدمة، فالمشهد لم يكن عاديًا أبدًا لطفلة بهذا العمر.
اقتربت منها الممرضة ببطء، وكأنها تخشى أن ينكسر شيء أمامها، وسألت بصوت مرتجف: أين والداك يا صغيرتي. رفعت ليلي وجهها الشاحب، وعيناها ممتلئتان بالخوف والتعب. حاولت الكلام أكثر من مرة قبل أن يخرج صوتها ضعيفًا بالكاد يُسمع: أرجوكم… أمي نائمة منذ ثلاثة أيام. أحتاج أحدًا يساعدني. كان في كلماتها ألم لا يشبه كلام الأطفال إطلاقًا، بل يشبه صرخة خائفة خرجت من مكان مظلم.
تحرك طاقم الطوارئ بسرعة نحو العربة، في حين ترنحت ليلي قليلًا قبل أن تسقط مغشيًا عليها على أرض المستشفى. علت الهمهمات، وتجمهر الأطباء حولها والرضيعين، محاولةً إنقاذ ما يمكن إنقاذه. كانت ليلي نحيلة، شاحبة، وكأن النوم هجرها منذ زمن طويل. وبعد دقائق مرت كالساعات، بدأت تتحرك، وعادت أنفاسها المتقطعة للحياة، وأشرق بصيص وعي على وجهها الصغير.
وقبل أن تفتح عينيها تمامًا، خرج صوتها مرتجفًا: أين إخوتي… مايكا… إيما. اقتربت منها الممرضة هيلين بروكس، ووضعت يدها بلطف فوق يد الطفلة، وقالت بصوت مليء بالحنان: هما بخير يا عزيزتي… اعتنينا بهما. عندها فقط سمحت ليلي لدمعة صامتة بأن تنحدر، وكأنها تذوب من شدة التعب والخوف اللذين حملتهما وحدها.
وفي الصفحة القادمة… مفاجأة صادمة تخبرها بها الأخصائية الاجتماعية… الحقيقة التي حاولت ليلي إخفاءها تنكشف….

تعليقات