قصة دفعت طفلة في السابعة من عمرها تدعى ليلي عربة صدئة

قصة دفعت طفلة في السابعة من عمرها تدعى ليلي عربة صدئة

بعد أن هدأ وضعها قليلًا، جلس بجانبها الدكتور مايكل هاريس، وإلى جواره الأخصائية الاجتماعية دانا لي، اللذان كانا يحاولان فهم ما جرى. نظرت دانا إلى عيني الطفلة، تحاول طمأنتها بابتسامة دافئة، ثم سألت برفق شديد: يا حبيبتي… ماذا حدث بالضبط. تنفست ليلي بصعوبة، وكأن الكلام أثقل من قدرتها، وارتعشت شفتاها قبل أن تتمكن من النطق: هي… هي لا تستيقظ. لم يكن في صوتها سوى خوف طفل يدرك أن الدنيا كلها تستند على كتفيه الصغيرتين.

بدأت الكلمات تتدفق منها متقطعة، مليئة بالارتباك: أمي نائمة منذ ثلاثة أيام. حاولت أن أطعم الرضيعين… لكنهما بكيا كثيرًا. لم أعرف ماذا أفعل… لم يكن هناك أحد يساعدني. كانت يدها الصغيرة ترتعش فوق الغطاء الأبيض، وكأنها تتشبث بما تبقى لها من قوة. كل كلمة كانت سهما يغرس في قلوب من حولها، فهي ليست قصة مرض عابر، بل قصة صراخ بلا صوت دام أيامًا.

ومع كل لحظة صمت، ازداد توتر الموجودين في الغرفة. ثم فجأة، مدت ليلي يدها ببطء إلى جيب فستانها الصغير، وأخرجت ورقة مجعّدة، وكأنها كانت تحفظ العالم كله داخل قطع الورق المهترئ. كانت الورقة مبللة بعرقها ودموعها، وقد حملتها طوال الطريق، لا تفارق يدها أبدًا. قالت بصوت خافت: هذه… لأمي. هذه آخر شيء تركته لي.

تناول الدكتور مايكل الورقة بحذر، وكأنه يحمل شيئًا قابلاً للانفجار من الألم. فتحها ببطء، وعيناه تتسعان شيئًا فشيئًا. لم يتحدث، لكنه ابتلع ريقه بصعوبة، فيما ارتسمت على وجهه علامات صدمة حقيقية. دانا اقتربت لتقرأ، وما إن رأت الكلمات المكتوبة حتى تغير لون وجهها، وكأن كل ما في الغرفة تجمد للحظة طويلة. كانت كلمات الأم تشكل قصة أخرى… قصة لم يعرفوا منها شيئًا.

وفي الصفحة الثالثة… محتوى الورقة يكشف سرًا خطيرًا عن الأم.… قرار سيغيّر مصير ليلي وإخوتها إلى الأبد…