قصة دفعت طفلة في السابعة من عمرها تدعى ليلي عربة صدئة

قصة دفعت طفلة في السابعة من عمرها تدعى ليلي عربة صدئة

كان داخل الورقة رسالة قصيرة، بخط مرتجف، وكأن الأم كتبتها وهي تكافح آخر لحظة وعي لديها. الكلمات لم تكن فقط وصية، بل نداء استغاثة موجّه للعالم كله. كتبت الأم: إذا وجدت هذه الورقة، أرجوكم اعتنوا بأطفالي. أنا أشعر بأنني لن أستيقظ. لم أعد قادرة على الحركة منذ أيام. أخاف أن يموتوا جوعًا. سامحوني. كانت الرسالة تحمل خوفًا عميقًا، لكنها حملت شيئًا أخطر… فقد ذكرت الأم أنها تناولت دواءً لم يكن مخصصًا لها، كانت قد أخذته بالخطأ، وتخشى أن يكون السبب في انهيارها.

عندما قرأ الفريق الطبي هذا الاعتراف، أدركوا أن حياة الأم على المحك، وأنها ربما لا تزال في المنزل، وحيدة، منذ ثلاثة أيام. ركض الدكتور مايكل لإبلاغ الشرطة وفرق الطوارئ، بينما سارعت دانا إلى التواصل مع الجيران لمعرفة العنوان. كان الوقت يمضي كعدو شرس، وكل دقيقة قد تصنع فرقًا بين الحياة والموت. كان وجه ليلي يزداد شحوبًا، وعيناها تتشبثان بكل كلمة تُحكى أمامها، تنتظر خبرًا واحدًا فقط: هل ستعود أمها للحياة.

وصلت فرق الإسعاف إلى المنزل أخيرًا، ليجدوا الأم في حالة حرجة لكنها لا تزال على قيد الحياة. تم نقلها بسرعة إلى المستشفى، وبدأ الأطباء معركة حقيقية لإنقاذها. وخلال ساعات طويلة، بقيت ليلي جالسة أمام غرفة العمليات، تقبض على البطانية الصغيرة الخاصة بأخيها مايكا، كأنها تحتمي بها من خوف العالم كله. لم تتكلم، لكنها كانت تصلي بصمت يشبه دموعًا لا تنتهي.

وفي نهاية تلك الليلة، خرج الدكتور مايكل، وملامحه تحمل بقايا إرهاق لكنه يبتسم ابتسامة صغيرة. قال لها: أمك بخير الآن… لقد نجونا في اللحظة الأخيرة. انهارت ليلي بالبكاء، ليس خوفًا هذه المرة، بل راحة. كانت تحتضن الممرضة هيلين، وتكرر نفس الجملة: قلت لكم… أمي قوية. ومع بزوغ الصباح، بدأت حياة جديدة، فيها أمل أكبر، وفيها حب لم يعد طفل صغير مضطرًا لحمله وحده.