قصة عندما اكتشف الملياردير خادمته نائمة في غرفة نومه
سألها جوناثان بصوت هادئ خالٍ من أي غضب، صوفي لماذا لم تنامي الليلة الماضية. ارتجف جسدها الصغير وهي تحاول كبح دموعها، ثم أشاحت بنظرها بعيدًا وكأنها تخشى مواجهة الحقيقة. وبعد لحظة صمت طويلة همست بأنفاس متقطعة، إنها أمي يا سيدي. مريضة منذ أسابيع ولم يعد لديها قوة لتنهض من الفراش. قضيت الليل كله إلى جانبها أمسح جبينها وأراقب رجفة جسدها وأحاول تهدئتها. لم أستطع النوم لحظة واحدة.
تنفست بعمق وكأنها تغوص في ذكريات أثقل من كتفيها الصغيرتين، ثم تابعت تقول إنها لم تستطع الغياب عن العمل ذاك اليوم لأن موعد صرف الراتب كان آخر الشهر. كانت في أمس الحاجة لثمن الدواء، وكانت تعلم أن أي خطأ سيعني خصمًا قد يقطع عنها القدرة على شراء علاج أمها. الحيرة والخوف كانا واضحين في صوتها وهي تتذكر كيف غادرت بيتها قبل الفجر محاولة أن تبدو قوية رغم كل الانهيار الذي تخبئه خلف ابتسامتها الضعيفة.
اقترب جوناثان منها وسألها عن والدها، فابتلعت ريقها بصعوبة قبل أن تخبره أن والدها كان يعمل سائق أجرة قبل أن يتعرض له مسلحون على الطريق ويُطلقوا عليه النار. كانت حينها في الرابعة عشرة ولم تعرف كيف تتعامل مع فقدان عمود البيت الوحيد. ومنذ تلك اللحظة لم يبقَ لهم أحد، لا عم ولا خال ولا قريب يمكن الاعتماد عليه. بقيت الأم المريضة والطفلة التي اضطرت لأن تكبر في ليلة واحدة كي تستطيع البقاء على قيد الحياة.
رفعت رأسها قليلا وقالت إنها كانت من المتفوقات في الثانوية وحلمها كان أن تصبح طبيبة، حلم كبير كانت تتمسك به كأمل أخير. لكن الظروف القاسية دفعتها للتخلي عنه، فالحياة لم تمنحها وقتًا للعلم ولا قدرة على الانتظار. أصبحت تعمل خادمة كي تؤمن قوت يومها وتشتري الدواء لوالدتها، ورغم كل ذلك ظلت تحاول أن تخفي ألمها وتؤدي عملها بأفضل ما تستطيع. كلماتها وقعت في قلب الملياردير كورقة تهتز في عاصفة صامتة.
وفي الصفحة الثالثة قرار صادم يتخذه الملياردير بعد أن يسمع قصتها.. يعرف القارئ كيف تغيرت حياة صوفي بالكامل بعد تلك اللحظة…

تعليقات