قصة عندما اكتشف الملياردير خادمته نائمة في غرفة نومه
وقف جوناثان بصمت لثوانٍ طويلة بينما كانت صوفي تمسح دموعها بكمّ زيها الأسود. لم يكن معتادًا على الشعور بالارتباك، فهو الرجل الذي تتحرك شركات كاملة تحت أمره، لكنه في تلك اللحظة شعر بأن قلبه ينقبض. كان يرى أمامه فتاة تقاتل الحياة وحدها، لا تملك سندًا ولا مستقبلًا واضحًا، فقط تحاول النجاة يومًا بعد يوم. رفع يده ومسح دمعة سالت على خده دون أن ينتبه، ثم التقط هاتفه بنبرة حازمة لم يعهدها أحد من موظفيه إلا عندما يتخذ قراراً مصيريًا.
طلب من سائقه إحضار السيارة الكبيرة إلى الباب فورًا، ولم يشرح أي شيء أمام صوفي. بقي واقفًا ينظر إليها حتى التقت عيناها بعينيه مرة أخرى، وكانت الدهشة واضحة على ملامحها. سألته بصوت مرتجف لا يكاد يُسمع، سيدي إلى أين سنذهب. لكنها لم تتلقَ إجابة، بل تلقّت نظرة غريبة لم تفهم معناها لكنها شعرت بأن فيها شيئًا يشبه الاطمئنان. كانت تلك اللحظة تغيرًا صامتًا في مجرى حياتها.
بعد دقائق كانت تقف بجانبه أمام باب القصر الكبير، بينما السائق ينتظر داخل السيارة السوداء الفاخرة. فتح لها جوناثان الباب وأشار لها بالدخول دون أن يقول كلمة. جلست بخجل وهي لا تعرف شيئًا مما يجري، وقلبها يخفق من الخوف والارتباك. طوال الطريق كان ينظر من النافذة دون أن ينطق، كأن ذهنه يركض أسرع من السيارة نفسها. أما هي فكانت تراقب الطريق بخوف وحيرة وكأنها في حلم لا تفهم بدايته ولا نهايته.
لم تعرف الوجهة إلا حين توقفت السيارة أمام مستشفى خاص كبير. التفت إليها جوناثان وقال لها بصوت ثابت، سنبدأ علاج والدتك اليوم ولن تضطري للعمل خادمة بعد الآن. ابتلعت صوفي دموعها بصعوبة، لكنها لم تستطع قول شيء. كانت الصدمة أكبر من قدرتها على الكلام، والامتنان أكبر من أن يُختصر في كلمات. كان ذلك اليوم بداية جديدة لم تكن تحلم بها، بداية صنعتها لحظة رحمة غيّرت مصير أسرة كاملة إلى الأبد.

تعليقات