قصة مَن يستطيع أن يجعل ابني يتكلّم فسيتزوّجني

قصة مَن يستطيع أن يجعل ابني يتكلّم فسيتزوّجني

كان ضيوف القصر يقفون في صمت مشدوه بعد اللحظة التي صدر فيها صوت بنيامين لأول مرة منذ سنتين. الرجل الذي أطلق التحدي بدافع يائس لم يكن يتوقع أن يتحقق أمام عينيه بتلك البساطة. بقي خولين واقفًا في مكانه، كأن الزمن توقف، بينما كانت الخادمة الشابة تنظر إلى الطفل بعينين دامعتين وكأنهما تعرفانه منذ عمر طويل. اقتربت خطوة صغيرة وهي لا تزال تضع يدها فوق رأسه، لم تتحرك خوفًا من أن يظن أحد أنها فعلت شيئًا خارقًا، بل هي فقط مدت لطفًا كان ينقص ذلك الطفل بشدة.

على الطرف الآخر من القاعة، بدأ الهمس ينتشر بين الضيوف؛ البعض اعتقد أن الأمر مجرد صدفة، والبعض الآخر شعر أن هناك قصة لم تُروَ بعد. أما خولين فكان عقله يركض أسرع من نبض قلبه، وهو يحاول فهم ما حدث أمامه للتو. لم يجرؤ على الاقتراب فورًا، وكأن خطوة واحدة قد تفسد اللحظة أو تعيد بنيامين إلى صمته الطويل. كان يراقب بعينين مغرورقتين السؤال ذاته: كيف استطاعت الخادمة أن تفعل ما لم يستطع الأطباء ولا المختصون فعله.

انحنت الخادمة نحو الطفل وهمست له بكلمات لم يسمعها أحد، لكن بنيامين رفع رأسه نحوها وضم أصابعها الصغيرة بين يديه. كانت تلك الحركة كفيلة بأن تجعل الجميع يصمت مرة أخرى. لم يستطع خولين التحمل أكثر، تقدّم ببطء، وعندما وصل إليهما، رفع ابنه بين ذراعيه وكأنه يخشى أن يختفي إذا أغمض عينيه. حاول أن ينطِق جملة كاملة لكنه لم يجد صوتًا. اكتفى بلمس رأس بنيامين بخفة ثم رفع نظره نحو الخادمة التي بدت مرتبكة من كل العيون الموجهة إليها.

سألها بصوت منخفض لكنه كان واضحًا للجميع، كيف فعلتِ هذا؟ لم تجب على الفور، بل ترددت لثوانٍ بدت طويلة. ثم قالت بنبرة خافتة لكنها صادقة إن الطفل يعرف صوتًا تعرفه هي أيضًا. لم يفهم أحد ما تعنيه، ولم يفهم خولين بوضوح، لكن شيئًا في أعماقه شعر بأن تلك الجملة تحمل مفتاحًا لسرٍ أكبر مما اعتقده الجميع.

وفي الصفحة الثانية تكشف الخادمة السرّ الذي ربطها بالطفل منذ سنوات.. يعرف خولين شيئًا عن زوجته الراحلة سيقلب القصة رأسًا على عقب…