قصة مَن يستطيع أن يجعل ابني يتكلّم فسيتزوّجني

قصة مَن يستطيع أن يجعل ابني يتكلّم فسيتزوّجني

وقفت الخادمة أمام خولين وقد تجمعت حولها العيون المتوترة، لكنها لم تخشَ مواجهة الحاضرين. رفعت يدها ومسحت دمعة لم تستطع منعها، ثم قالت إن صوتها ليس جديدًا على بنيامين وإنه سمعه قبل سنوات طويلة. ارتبكت الوجوه وزادت الهمسات، بينما تقدم خولين خطوة واحدة كأنه يحتاج تفسيرًا لا يحتمل التأجيل. تابعَت بصوت مكسور أنها كانت تساعد في قسم الأطفال حديثي الولادة في المستشفى قبل سبع سنوات، حيث وُلد بنيامين وكانت والدته كلارا تعاني من وعكة قوية بعد الولادة.

بدأت تفاصيل الماضي تتكشف ببطء مثل ستارة تُسحب عن نافذة مظلمة. قالت الخادمة إن كلارا لم تستطع حمل طفلها كثيرًا في الأيام الأولى، فكانت هي التي تجلس بالقرب منه لساعات طويلة. كانت تهدهده عندما يبكي، وتقرأ له القصص الصغيرة، وتغني له أغاني هادئة كي لا يشعر بالوحدة في سريره الصغير. لم تكن تتوقع أن يتذكر صوتها، لكنها قالت إن الطفل كان يتعلق بنبرة صوتها بطريقة كانت تلفت انتباه الجميع في ذلك الوقت.

عمّ الصمت القاعة عندما أدرك الحاضرون أن بنيامين لم ينطق لأن العلاج النفسي لم يكن ما يحتاجه. كان يبحث عن شيء يشبه ذراع أمه التي فقدها، صوتًا يعرفه من الأيام الأولى في حياته، ذكريات دافئة لا يستطيع التعبير عنها لكنه يفتقدها بشدة. كان يبحث عن ذلك الصوت الوحيد الذي سمعه في أول ثلاثة أيام من حياته عندما لم تكن أمه قادرة على الاقتراب منه. كان يبحث عن بداية الأمان التي ظن الجميع أنها ضاعت معه إلى الأبد.

تجمد خولين في مكانه وهو يسمع هذه التفاصيل، ودموعه تحرق وجهه بصمت. لم يكن يعرف أن جزءًا صغيرًا من ماضي زوجته قد بقي متعلقًا بشخص آخر، شخص لم يطلب شيئًا سوى أن يقدّم لطفًا صادقًا. اقترب من الخادمة ونظر إليها طويلًا وكأنه يحاول العثور على ملامح قديمة في وجهها. لم يجد إلا الحنان نفسه الذي جعله يشعر بأنه يقف أمام إنسانة لم تكن مجرد عاملة بل جزءًا من حكاية لم يعرفها أبدًا.

وفي الصفحة الثالثة يكتشف خولين قرارًا مفاجئًا يغير حياة الخادمة للأبد… يعرف الجميع ما الذي سيفعله المليونير بعدما عاد صوت ابنه للحياة…