قصة لم يستطع أيّ طبيب علاج ابن المليونير
في الصباح التالي قررت إلارا مواجهة أنسو لكنها فعلت ذلك بحذر شديد لأنها أدركت منذ البارحة أن هذا الرجل ليس مجرد خادم بل العين التي ترى كل شيء داخل القصر واليد التي تنفذ أوامر خوليان بصمت اقتربت منه في الممر الطويل وسألته عن سبب وضع هذا الكم من الوسائد حول الطفل فالتفت إليها ببطء وغير تعبيره إلى برود حاد جعلها تشعر بأن الأسئلة ليست مرحبًا بها في هذا المكان وأن الحقيقة قد تكون أغلى ثمنًا مما تتخيل
قال لها بلهجة جافة إن الوسائد تعليمات طبية لمنع الطفل من الحركة خوفًا على قلبه الضعيف لكنها كانت تعلم أن هذا التفسير لا يطابق أي بروتوكول طبي وأن قلب الطفل لم يختبر بأي جهاز حديث منذ مدة طويلة تركها ومضى لكنها شعرت أن خلف كلماته تهديدًا مبطنًا يحذرها من الاقتراب أكثر من السر الذي دفنوه هنا منذ عامين وادعت أنها اقتنعت لكن عزمها على كشف الحقيقة ازداد
عادت إلى غرفة برونو وجلست إلى جواره وأمسكت بيده الصغيرة كانت يد طفل لا يعرف اللعب ولا الركض ولا حتى النوم الطبيعي قالت له بهدوء إنها هنا لتساعده وإنه ليس مضطرًا للخوف بعد الآن ورغم صمته فقد ضغط على أصابعها قليلًا كأنه يرسل رسالة يائسة حاولت أن تبتسم له لكنها شعرت أن قلبها يتشقق وهي ترى طفلًا بهذا الخوف بعد عامين كاملين من العزلة كانت تؤمن بأن الأطفال المظلومين يتكلمون بصمتهم أكثر مما يتكلم الكبار بكلماتهم
وعندما بدأت تفحص الوسائد مرة أخيرة قبل استبدالها وجدت داخل أحدها قطعة قماش صغيرة محشورة في عمق الحشو كانت قماشة بحجم كف اليد ومبللة بآثار دواء منوم قوي عند رؤيتها اتسعت عيناها فقد أدركت الآن لماذا كان الطفل خاملًا طوال الوقت ولماذا لم تساعده أي علاجات كان هذا المنوم يعطى له يوميًا لإبقائه تحت السيطرة رفعت رأسها ونظرت إلى الطفل الذي كان يراقبها بصمت وكأنها أخيرًا فهمت سره الصغير وفي تلك اللحظة أدركت أن المهمة الحقيقية لها لم تكن علاج مرض بل كسر دائرة ظلم استمرت طويلا وأنها لن تغادر هذا القصر قبل أن ينال برونو حريته

تعليقات