قصة لم يستطع أيّ طبيب علاج ابن المليونير

قصة لم يستطع أيّ طبيب علاج ابن المليونير

كانت إلارا تتقدم داخل غرفة الطفل بخطوات حذرة تحاول فهم ذلك الصمت الذي يخيم على المكان فقد لاحظت منذ اللحظة الأولى أن الغرفة ليست غرفة طفل مريض بل غرفة طفل خائف كان السرير ضخمًا بوسائد كثيرة مرتبة بعناية مبالغ بها كأنها تخفي شيئًا أكثر مما تحميه وكانت رائحة المطهرات تختلط برائحة الوحدة الثقيلة التي لا تخطئها عين

اقتربت من السرير لترى برونو ممددًا كدمية صغيرة فقد بدا أضعف بكثير من طفل في الرابعة كانت عيناه الكبيرتان تراقبانها بخوف احتياطي يشبه خوف شخص عاش تجربة لا يتوقع الآخرون أن يعيشها طفل حاولت طمأنته بنبرة دافئة لكن جسده ظل مشدودًا كوتر لا يعرف متى يُسمح له بالاسترخاء وكان الصمت بينهما أثقل من الكلام

مدت يدها ورفعت أول وسادة فلاحظت أنفاس برونو تتسارع كأنه ينتظر شيئًا سيئًا يحدث له الآن بالضبط لم يكن يتصرف كطفل مريض بل كطفل يعرف الألم عن قرب تكرر الأمر عندما أبعدت وسادة أخرى إذ انسحب برونو إلى زاوية السرير بخوف غريزي جعل قلبها ينكمش فقد كان هذا السلوك نتيجة تجربة وليس مرضًا وكانت تدرك جيدًا الفارق بينهما

رفعت وسادة ثالثة ولاحظت لونًا غريبًا على قماشها الداخلي بدا كأنه بقع طفيفة غير مرئية إلا لمن يملك عينًا خبيرة وكانت تلك البقع كافية لتوقظ في داخلها إحساس الممرضة المدَرّبة على قراءة التفاصيل الصغيرة بدأت تشعر أن الوسائد ليست مجرد تفاصيل بل جزء من لغز أكبر طفل بهذا الحجم لا يخاف من الوسائد إلا إذا ارتبطت لديه بالأذى وبدا واضحًا أن ما يحدث لبرونو أبعد ما يكون عن التعليمات الطبية التي تلقتها

وفي الصفحة الثانية ستكتشف إلارا سر الوسائد الذي أخفته العائلة لسنوات وكيف تحول المرض المزعوم إلى أداة سيطرة قاسية
وستبدأ أول مواجهة مع الحقيقة التي لم يجرؤ أحد على ذكرها