قصة قام مليونير بتركيب كاميرا مخفية

قصة قام مليونير بتركيب كاميرا مخفية

كان جوناثان يجلس في مكتبه الفخم محاطًا بأرفف الكتب السوداء التي لم يفتح أغلبها منذ سنوات فقد انشغل بحياته المهنية حتى صارت أكثر قربًا إليه من أي إنسان عرفه كان ينظر إلى شاشة الكمبيوتر أمامه وكأنها بوابته الوحيدة تجاه العالم بينما بقي قلبه مغلقًا بإحكام منذ اليوم الذي فقد فيه زوجته كان يردد دائمًا أن العمل يمنحه قوة لكنه في الحقيقة لم يكن يرى أنه يبتلعه يومًا بعد يوم

كان القصر هادئًا إلى حد مرهق للصوت وقد أصبح الهدوء عادة ثابتة بعد أن اختفى ضحك زوجته وصوت خطواتها كان الممر المؤدي إلى غرفة أوليفر من أكثر الأماكن عزلة في القصر إذ لا يدخله أحد إلا الممرض أو الخادمة وقد بات جوناثان يمر قرب الغرفة دون أن ينظر حتى إلى الداخل وكأن الطفل مجرد مسؤولية وليست روحًا تتنفس داخل هذا المنزل البارد إلى أقصى حد

استمر بالتحديق في تسجيل الكاميرا الخارجية التي التقطت وجود غرايس قرب سرير الطفل دون إذن لم يكن يصدق أن امرأة جاءت فقط لتنظيف الأرضيات تقضي هذا الوقت الطويل مع ولده كان يتساءل هل تتجاوز صلاحياتها هل لديها نية أخرى أم أن اهتمامها مبالغ فيه إلى درجة لم يعد يستطيع تجاهلها شعر بانزعاج خفي وكأنه يرى شيئًا يفتح جرحًا قديمًا ظنه اندفن منذ زمن

قرر أنه سيكتشف الحقيقة بنفسه فركب الكاميرا المخفية داخل غرفة ابنه ودفع نفسه ليصدق أن هذا القرار منطقي وكان داخله يعلم أنه ليس منطقيًا بل مدفوعًا بالخوف من رؤية شيء ينقض كل أفكاره القديمة الخوف من أن يكتشف أن شخصًا خارج حساباته استطاع أن يصل إلى طفله أسرع منه وأن يمنحه ما لم يستطع هو تقديمه منذ عامين

وفي الصفحة الثانية سيتابع جوناثان البث المباشر ويرى ما لم يكن مستعدًا له على الإطلاق
وسيبدأ أول شرخ في جدار القسوة الذي بناه حول نفسه منذ وفاة زوجته..