قصة يادوب استقريت مكاني وحطيت الشنط
وجدت نفسي واقفًا في وسط صحراء واسعة، لا شيء حولي سوى سراب بعيد. شعرت بضيق شديد في صدري، لكن يقيني في ربنا كان يحفزني على المضي قدمًا. تحركت بخطوات حذرة بين الغيطان، محاولًا ألا أفقد البوصلة، وكل فكرة في رأسي تدور حول الطفلة الصغيرة. كان قلبي يلهث من الخوف والقلق، لكن إحساسي بالمسؤولية كان أقوى، فقد عهدت على نفسي ألا أسمح لها بأي أذى. كل صوت حولي كان يبدو عاليًا، وكل ظل يشكل تهديدًا محتملًا، بينما أعينّي تبحث عن أي علامة على وجودها.
بعد عدة دقائق، لمحت بعيدًا ضوءًا ضعيفًا يشبه النار الصغيرة، فتقدمت بحذر. كان هناك بيت صغير، متواضع، محاط بأشجار نخيل طويلة، لكن من النوافذ كان يبدو أن هناك حياة بداخله. خفق قلبي بشدة، فقد شعرت أن هذا هو المكان الذي قد أجد فيه الطفلة. أخذت نفسي بعمق وحاولت تهدئة أي ارتعاش في جسدي قبل أن أقترب من الباب. كل خطوة كانت تحمل معها شعورًا متناقضًا بين الخوف والأمل.
طرقت الباب بخفة، وانتظرت بضع ثوانٍ قبل أن يُفتح ببطء. ظهرت امرأة في منتصف العمر، عيناها مليئتان بالخوف والارتباك. لم أقل شيئًا، فقط رفعت يدي في إشارة للسلام، وحاولت أن أبتسم بطريقة مطمئنة. أدركت على الفور أنها ربما كانت أم الطفلة، لكنني لم أستطع التأكد بعد. كل ما أريده هو أن أطمئن على الفتاة وأعرف أنها بخير.
قالت المرأة أخيرًا بصوت مرتجف: «أنت… من؟ ماذا تريد هنا في هذه الساعة المتأخرة؟» أجبتها بهدوء: «جئت لأطمئن على طفلتك… على ليلى». نظرت إلي بدهشة، وكأنها لا تصدق أن أحدًا يهمه أمر طفلتها إلى هذا الحد. كنت أعلم أن الكلمات لا تكفي، لذلك أخرجت ورقة كتبت عليها رقم السيارة التي أخذت ليلى، كدليل على أنني أتابعها وأريد التأكد من سلامتها.
تابعوا الصفحة الثانية لمعرفة ما حدث عند مواجهة المرأة ولحظة الحسم…

تعليقات