قصة يادوب استقريت مكاني وحطيت الشنط

قصة يادوب استقريت مكاني وحطيت الشنط

أخذت المرأة الورقة وتوترت، كانت عيناها تلمعان بدموع خفية. قالت: «أنت… كنت ترافقها طوال الوقت؟» هزيت رأسي بالإيجاب، وأوضحت لها كيف كنت أراقب كل خطوة لحين وصولها بأمان. شعرت فجأة بثقل كل المسافات التي قطعتها والقلق الذي مررت به، لكن مجرد رؤيتها بخير جعل قلبي يخف قليلًا. المرأة ارتاحت قليلاً، لكنها لم تنطق بأي كلمة، فقط أطلقت تنهيدة طويلة وكأنها كانت تنتظر هذا التفسير منذ وقت طويل.

ثم رفعت يدها وأشارت لي بالدخول، وفتحت الباب على غرفة صغيرة، حيث كانت الطفلة نائمة بهدوء على سرير صغير. اقتربت بحذر وجلست بجانبها، مسحت وجهها بلطف، وشعرت بارتياح غريب يغمر قلبي. لم تكن البنت فقط آمنة، بل شعرت أن وجودي هناك أعطاها شعورًا بالأمان. كل التعب والخوف الذي مررت به طوال الطريق اختفى لحظة رؤية الطفلة بخير، وكانت ابتسامتها الصغيرة كافيه لتخفيف أي ألم داخلي.

جلسنا معًا فترة، والمرأة تراقبني بعينين ممتلئتين بالامتنان والخوف. شرحت لها كل خطوة قمت بها، وكل لحظة قلقت فيها على الطفلة، وكيف حاولت أن أحميها من أي ضرر محتمل. شعرت بأنها بدأت تفهم أن نيتي كانت خالصة، وأن ما فعلته لم يكن مجرد واجب عابر، بل كان واجبًا من القلب. كانت عبارات الامتنان تتسرب من شفتيها بصعوبة، وكأنها لم تصدق أن هناك شخص يهتم بهذه الطريقة.

حينها قررت أن أتحدث بصراحة، وحكيت لها عن خوفي طوال الرحلة، وعن كل لحظة شعرت فيها أن الطفلة قد تتعرض للأذى. كانت تبكي الآن بحرقة، وأنا شعرت بشعور لم أشعر به منذ زمن بعيد: الراحة لأنني فعلت الشيء الصحيح. أدركت أن لحظة اللقاء هذه كانت تتويجًا لكل القلق والتوتر، وأن مهمتي الحقيقية لم تنته بعد، فالتأكد من سلامة ليلى بالكامل كان أولويتي.

انتظروا الصفحة الثالثة لمعرفة نهاية الرحلة، ولحظة القرار المصيري التي سيأخذها الراوي بشأن الطفلة وأهلها…