قصة زوجها والدها إلى شحاذ لأنها ولدت عمياء
كانت خطوات يوسف السريعة على الطريق الترابي توحي بقلق لم تسمعه زينب في صوته من قبل.
وبينما كانت يدها في يده، شعرت باهتزاز خفيف، كأنه يحاول أن يخفي ارتجافه عنها.
لم تسأل، رغم أن الأسئلة كانت تنهش قلبها، تطرق على باب عقلها بلا توقف.
لكنها كانت تعرف أن صوت يوسف وحده قادر على تهدئتها مهما احتدم الخوف.
وعندما بلغا الكوخ، أغلق الباب خلفهما بإحكام وكأنه يخشى أن يتسلل الخطر من الشقوق.
جلس أمامها، تنفس بعمق، كأنه يستجمع شجاعته ليبوح بما خبأه لسنوات.
قال بصوت منخفض يختلط بين انكسار رجل وبوح عاشق: “لم أرد أن أحمّلك عاري.”
مدت يدها تتحسس وجهه، كأن أصابعها تبحث عن الحقيقة المختبئة في ملامحه.
كانت يداه تمسكان بيديها بقوة، وكأن العالم كله ينهار من حوله وهو يحاول التماسك.
قال: “القضية التي طاردتني… لم أكن فيها مذنبًا، لكن الأوراق والأدلة صارت ضدي.”
سكت لحظة، كأن الذكريات تخنقه، ثم همس: “هربت لأني ضعيف… لا لأنني مذنب.”
كانت زينب تستمع بصمت، وقلبها يضيق ألمًا عليه أكثر مما تضيق على نفسها.
ثم اقترب منها حتى شعرت بدفء أنفاسه قريبًا جدًا من وجهها.
قال: “سأخبرك بكل شيء… لكن يجب أن تعرفي شيئًا قبل هذا.”
سكت، ثم تابع بصوت خافت يرتجف بالصدق: “أحببتك قبل أن أعرف قصتك… وقبل أن أعرف عما سيقول الناس.”
تجمدت زينب، وكأن الكلمات لامست جرحًا ظلّ سنوات ينتظر هذا الاعتراف. اعرف المفاجأة في الصفحة الثانية..

تعليقات