قصة زوجها والدها إلى شحاذ لأنها ولدت عمياء
عاد يوسف إلى الداخل بعد دقائق كانت أطول من عمرها كلّه.
جلس أمامها، تنفّسه مضطرب، وقلبه يكاد يخرج من صدره.
قال: “جاءوا يبحثون عني… لكن ليس لاعتقالي فقط هذه المرة.”
لمحت في نبرة صوته شيئًا جديدًا… شيء يشبه الأمل.
تابع بصوت منخفض: “الرجل الذي اتُّهمتُ بسرقته اعترف قبل أن يموت.”
تصلبت أصابع زينب، تبحث عن يد يوسف وتمسك بها كأنها خشبة نجاة.
قال: “اعترف أن أحد أقاربي هو من أخذ المال… وأنني كنت كبش الفداء.”
شعرت زينب لأول مرة أن الظلام حولها لم يعد ظلامًا… بل نافذة نحو ضوء بعيد.
اقتربت منه أكثر، وهمست: “يوسف… ماذا سيحدث الآن؟”
قال: “إذا ثبتت براءتي… سنغادر هذا الكوخ إلى حياة جديدة، لكِ ولي.”
كان صوته ممتلئًا بالخوف والفرح والرهبة، خليطًا لم تسمعه منه من قبل.
ثم أضاف: “وأريدك معي… أينما ذهبت.”
رفعت يده إلى وجهها، لمسته كأنها تراه، كأنها ترسم ملامحه بإصبعها.
قالت: “لم أحب يومًا ما أرى… لكني أحب ما أشعر.”
قربها منه، فعرفت من نبضه أنه يبكي بدون صوت.
وفي تلك اللحظة فهم كلاهما أن الظلام ليس عيبًا… وأن الفقر ليس عارًا…
وأن الحب الذي ينبت في قلب مظلم… قادر على أن يهزم قرية كاملة.

تعليقات