قصة بينما كنت أرتشف الشاي في غرفة المدرسين

قصة بينما كنت أرتشف الشاي في غرفة المدرسين

فتح حقيبته بيدين مرتعشتين، وكأن بداخلها مادة يمكن أن تُغير كل شيء حولنا.
أخرج مجلدًا أسود صغيرًا، مغلفًا بحرص شديد، كأنه يحمل سنوات من الأسرار داخله.
دفعه نحوي وقال: «هذه هي الحقيقة التي يريدونها… وهي الشيء الوحيد الذي لم أفرط به».
كان المجلد ثقيلاً، ليس بوزنه، بل بما يعنيه من تبعات ومطاردة وخوف.

ترددت قبل أن أفتحه، لكن نظرته الملحّة جعلتني أرفع الغلاف ببطء شديد.
في الداخل كانت أوراق علمية، رسوم بيانية، توقيعات، ووثائق تثبت أن المنظمة أرادت منه تزوير نتائج تتعلق بسلامة دواء خطير.
دواء لو خرج للناس دون تدقيق… سيقتل الآلاف بلا مبالغة.
كان هو الرجل الوحيد الذي رفض، والرجل الذي تعقبه الجميع لأنه قاوم.

قال بصوت خافت: «أردتك أن تعرف لأنك أول شخص منذ عامين يعاملني كإنسان».
شعرت أن الهواء أصبح أثقل، وأن وجوده في منزلي لم يعد مجرد زيارة عادية.
ثم أضاف وقد امتلأت عيناه بالدموع للمرة الأولى: «إذا حصل لهم علي… سيحصلون على هذا أيضًا».
كانت تلك اللحظة هي التي أدركت فيها أنني لم أستقبل رجلاً بسيطاً… بل شاهداً على جريمة دولية.

دخلت إلى تفاصيل القرار الذي يجب أن أتخذه: هل أساعده وأغامر بكل شيء؟
أم أبتعد عنه وأتركه يواجه مصيره وحده؟
كان ينظر إليّ وكأنه يطلب النجاة، لا الشفقة، وكان صمتي بالنسبة له آخر خيط أمل.
وفي قلبي كنت أعلم… أن الليلة التالية لن تكون مثل أي ليلة في حياتي.