قصة منذ ولادته، كان الطفل هادئ لدرجة إن أهله فقدوا الأمل
مع نهاية اليوم السابع، عاد الأب إلى المنزل متعبًا بعد أن حاول قضاء يومه طبيعيًا رغم القلق الذي ينهش صدره.
وعندما فتح الباب، وجد زوجته بخير، تتحرك وتبتسم وتستقبله كأن الخوف الذي عاشه مجرد كابوس.
نظر إليها باستغراب، فابتسمت وقالت له: «ولا شي صار… أسبوع كامل وما في شيء».
لكن الطفل كان جالسًا على الأريكة، ينظر إليهما نظرة مختلفة تمامًا هذه المرة، نظرة مليئة بشيء يشبه الاكتشاف.
اقترب الأب من ابنه وسأله: «ليش قلت ماما؟».
لم يتكلم الطفل، لكنّه مد إصبعه الصغير نحو صدر أبيه، وكأنه يريد أن يقول شيئًا أعمق من الكلام.
ثم فتح فمه ببطء، ونطق كلمة جديدة لم تكن على بال أحد: «أنت».
الصدمة جعلت الأب يتراجع خطوة، بينما الأم وضعت يدها على فمها بدهشة وخوف.
جلس الطفل على الأرض وبدأ يرسم بأصابعه دائرة صغيرة على السجاد، ثم كرر الكلمة مرة أخرى: «أنت…».
لم تكن كلمة تهديد، ولا نبوءة موت، بل كانت طريقة جديدة تمامًا للتواصل لم يفهمها الأب فورًا.
اقتربت الأم وجلست قربه، وسألته بنبرة ناعمة: «بابا شو بصير معه؟».
فأشار الطفل إلى قلب والده هذه المرة، ثم وضع يده على صدره هو.
في تلك اللحظة، فهم الأب شيئًا لم يفهمه طوال الأسابيع الماضية.
الطفل لم يكن يتنبأ بالموت… بل كان يحذّر من الخطر.
كل كلمة قالها كانت مرتبطة بشخص تعرض لشيء مؤذٍ قبل أن يراه أحد.
والآن… كان يشير إلى والده لأنه الوحيد الذي لم ينتبه لمرضه الذي كان يتطور بصمت.
ركضت الأم وأحضرت جهازًا منزليًا كانت تستخدمه لقياس الضغط، فوجدت الضغط مرتفعًا بشكل خطير.
وعندما ذهبوا للمستشفى، اكتشف الأب أنه على وشك التعرض لجلطة خلال أيام لو لم يتم إسعافه.
نظر الطبيب إلى الطفل مبتسمًا وقال: «هذا ابن ذكي… أنقذ حياتك».
وفي تلك اللحظة فقط… فهم الأب أن صمت ابنه طوال ست سنوات لم يكن عجزًا، بل كان استعدادًا للحظة التي يتكلم فيها لأجل إنقاذه.

تعليقات