قصة منذ ولادته، كان الطفل هادئ لدرجة إن أهله فقدوا الأمل

قصة منذ ولادته، كان الطفل هادئ لدرجة إن أهله فقدوا الأمل

بعد ما قال الطفل كلمة “بابا”، صار البيت يعيش حالة من الترقّب المربك، وكأن الجميع يمشي فوق خيط رفيع بين الخوف واليقين.
الأب كان يتصرف بحذر شديد، يتابع ابنه بنظرات قلق، ويحسب كل لحظة تمر كأنها احتمال جديد لشيء مجهول.
حتى أثناء عمله، كان يفكر في الكلمة التي نطقها الطفل، وكأنها جرس إنذار يفتح بوابته يوميًا على أسوأ السيناريوهات.
وفي الليل، كان يجلس قرب ابنه لوقت طويل، يراقب تنفسه البريء ويحاول إقناع نفسه أن كل ما يحدث مجرد مصادفات لا أكثر.

لكن الأم كان لها رأي مختلف، فقد كانت تراقب تصرفات ابنها في هدوء، كأنها تبحث بين حركاته عن رسالة لم يفهمها أحد بعد.
كانت تقترب منه برفق وتسأله أسئلة بسيطة، لكنها لا تتوقع منه جوابًا، فهي تعرف أن كلماته لا تأتي إلا في لحظات نادرة.
ومع ذلك، كانت تشعر بشيء غامض في عينيه، كأنه يرى ما لا يراه غيره أو يشعر بما هو أبعد من الطبيعي.
ولأول مرة، بدأت تخاف من معرفة الكلمة التالية التي قد ينطق بها.

الأيام القادمة كانت مليئة بالتوتر، وكل صوت يصدره الطفل كان كفيلاً بأن يجعل قلوبهم تقفز من الفزع.
الأب صار يتجنب النظر إليه أحيانًا لأنه يخشى تكرار النمط الذي حدث مع بقية أفراد العائلة.
كانت الطمأنينة تختفي من البيت شيئًا فشيئًا، لتحل محلها لحظات طويلة من الصمت المشحون بالقلق.
حتى الضيوف شعروا بأن شيئًا غير مألوف يجري، لكن لا أحد تجرأ أن يسأل مباشرة.

وفي ليلة من الليالي، جلس الأب قرب سرير ابنه، كأنه ينتظر نهايته المكتوبة التي قد تأتي في أي لحظة.
لم ينم، لم يأكل، كان فقط يراقبه ويتسابق مع الزمن في أفكاره القاتمة.
وعندما لاحظ الطفل أنه يبكي بصمت، مد يده الصغيرة ولمس كتف والده برفق غريب.
لكن المفاجأة الحقيقية لم تكن في اللمسة… بل في ما نطق به بعدها بثوانٍ.

هل ستبدأ الكلمة الجديدة بسقوط آخر؟
أم أن الحقيقة أعقد بكثير مما توقع الأب؟ الإجابة في الصفحة الثانية…