قصة منذ ولادته، كان الطفل هادئ لدرجة إن أهله فقدوا الأمل
نظر الطفل إلى والده بعيون ثابتة بطريقة لم يعتدها الأب من قبل، وكأن الصغير صاحب الست سنوات صار يعرف وزن كل كلمة يقولها.
اقترب منه ببطء، ثم نطق كلمة ثالثة واضحة جدًا: “ماما”.
تجمّد الأب مكانه، وتوسعت حدقتاه، وبدأ جسده يهتز من الخوف الذي حاول إخفاءه منذ أيام.
فقد كان يعلم يقينًا أن الأسبوع القادم سيكون أثقل من قدرة قلبه على الاحتمال.
الأم التي كانت في المطبخ، شعرت بصوت خافت يخرج من الغرفة، فركضت وهي ترفع بيدها منشفة الطعام.
وعندما دخلت، وجدت زوجها pale ومرتعشًا بطريقة لم ترها من قبل، بينما الطفل ينظر نحوها وكأنه ينتظر شيئًا.
لم تعرف التفاصيل، لكنها فهمت الكلمة فورًا من ملامح زوجها وحدها.
اقتربت بهدوء وجلست قربهما، لكنها لم تستطع إخفاء الرعشة الخفيفة في يدها.
استمر البيت في ذلك الأسبوع في حالة من الرصد اليومي، وكأن كل ساعة هي اختبار جديد لمصير مجهول.
الأب لم يعد يخرج كثيرًا، والأم صارت تتجنب النوم خوفًا أن تستيقظ على خبر يشبه ما حدث مع الآخرين.
أما الطفل فبقي هادئًا كما كان دائمًا، يتصرف كطفل طبيعي، يلعب ويمشي ويبتسم دون أن يشعر بما يعنيه كلامه للآخرين.
بل كان أحيانًا يضحك فجأة، ضحكة بريئة لكن وقعها على والديه كان كالسكين.
لكن المدهش أن شيئًا لم يحدث للأم في اليوم الأول ولا الثاني ولا الثالث، على عكس ما كان يتوقع الجميع.
الأسبوع كله مرّ، والطفل يلعب في الحديقة وهي تقف خلف النافذة تراقبه بين الخوف والأمل.
وفي اليوم السابع تحديدًا، جلس الأب ينتظر الحدث المفترض، لكن المفاجأة كانت مختلفة تمامًا.
حدث شيء لم يكن له علاقة بالموت… ولا بالحزن… بل بشيء أكثر غرابة.
هل كانت كلمات الطفل توقعات… أم رسائل؟ ولمن كانت الرسالة التالية؟ في الصفحة الثالثة…

تعليقات