التثاؤب قد يكون علامة للاصابة ببعض الأمراض
كان التثاؤب دائمًا يُنظر إليه كعلامة بسيطة على التعب أو الملل، لكن الدراسات الحديثة بدأت تشير إلى أن الأمر قد يكون أكثر تعقيدًا. فالتثاؤب المتكرر دون سبب واضح قد يكون إشارة يرسلها الجسم للتحذير من شيء غير طبيعي يحدث داخله. وفي كثير من الحالات، يبدأ الأمر بملاحظة صغيرة لا ينتبه لها أحد، لكنّها تحمل دلالات مهمة يجب عدم تجاهلها. فالجسم لا يقوم بأي حركة عبثًا، وكل إشارة فيه لها معنى خفي.
من المثير أن الكثير من الأشخاص يشعرون بتثاؤب متكرر حتى عندما يكونون قد حصلوا على نوم كافٍ، مما يجعلهم يتساءلون عن السبب الحقيقي خلف هذه الظاهرة. هذا النوع من التثاؤب قد يرتبط بانخفاض مستويات الطاقة أو خلل في تنظيم حرارة الجسم، وهي إشارات لا ينبغي المرور عليها مرور الكرام. ومع مرور الوقت، يمكن أن يصبح التثاؤب المتكرر مؤشّرًا مبكرًا على مشكلة طبية تتطوّر بصمت. لذلك فإن ملاحظة هذه العلامة قد تكون الخطوة الأولى لاكتشاف ما هو أعمق.
وتشير بعض الأبحاث إلى أن الدماغ قد يستخدم التثاؤب كطريقة للتنبيه عند انخفاض الأكسجين أو ارتفاع الحرارة الداخلية. ففي اللحظة التي يتثاءب فيها الشخص، يتوسع مجرى الهواء وتتسارع حركة الهواء البارد نسبيًا نحو الدماغ، مما يساعد على تبريده بشكل طبيعي. لكن عندما يتكرر التثاؤب بشكل يفوق الحدّ الطبيعي، فقد يعني ذلك أن الدماغ يواجه صعوبة في تنظيم نفسه. وهذا بحد ذاته يمكن أن يكون مرتبطًا باضطرابات معينة.
ويذكر الأطباء أن بعض الحالات الصحية ترتبط بتثاؤب شديد مثل القلق، فالجسم حين يعيش توترًا متواصلًا يدخل في سلسلة من ردود الفعل الغريبة. وقد يكون التثاؤب واحدة من تلك العلامات التي تسبق ظهور أعراض أخرى أو ترافقها. ولذلك فإن تجاهل هذا العرض قد يجعل الشخص يكتشف المشكلة بعد فوات الأوان. فالتثاؤب ليس دائمًا تعبيرًا عن رغبة في النوم، بل في أحيان كثيرة هو صرخة صامتة من الجسم.
في الصفحة القادمة ستكتشف الأمراض التي يرتبط بها التثاؤب بشكل صادم …
ومتى يصبح علامة خطيرة لا يجب تجاهلها …

تعليقات