قصة رأى مليونيرٌ ابنَ خادمته، فلاحظ أنّ الصبيّ يشبهه

قصة رأى مليونيرٌ ابنَ خادمته، فلاحظ أنّ الصبيّ يشبهه

تراجع ألكسندر خطوة إلى الخلف وهو يشعر بأن الأرض تحت قدميه لم تعد ثابتة كما اعتادها دائمًا. كانت كلمة واحدة كفيلة بأن تهز رجلاً يملك شركات وعقارات وجيشًا من الموظفين، لكنها لم تكن كلمة عادية، بل اعتراف غير مقصود من طفل لا يعرف الكذب. حاول أن يقنع نفسه أن الطفل ربما أخطأ أو خلط بينه وبين شخص آخر، لكن ملامحه التي تشبهه حدّ التطابق كانت تنسف كل أعذار عقله. ومع كل ثانية تمر، كان الشعور بالاختناق يزداد في صدره حتى بات التنفس صعبًا.

اقترب الطفل خطوة أخرى، رفع يده الصغيرة كأنه يطلب عناقًا، وابتسامة خجولة ارتسمت على وجهه البريء. بدا وكأنه ينتظر شيئًا كان ينقص حياته منذ زمن طويل، شيء لم يعرفه اسمه، لكنه شعر به من أعماقه. أما ألكسندر، فقد شعر بأن قلبه يرتجف لأول مرة منذ سنوات. لم يكن هذا شعورًا اعتاده، ولم يكن مستعدًا له. كل نجاحاته، كل صلابته، كل مكانته… بدت فجأة بلا قيمة أمام كلمة واحدة قالها طفل لا يتجاوز الست سنوات.

وفي تلك اللحظة، خرجت من المنزل امرأة في منتصف الثلاثينيات تحمل سلة غسيل صغيرة. توقفت فور رؤيتهما، واتسعت عيناها برعب واضح، كأنها ضبطت سرًّا مدفونًا منذ سنوات. كانت تلك المرأة هي الخادمة ماريا، التي تعمل عنده منذ أن كان شابًا يافعًا. ارتعشت يداها حتى سقطت قطعة قماش من السلة دون أن تنتبه. بدت نظراتها وكأنها ترجوه أن لا يسأل… أن لا يقترب… أن يترك الأمر كله وراءه. لكن الوقت كان قد تأخر جدًا لإخفاء الحقيقة.

حاولت ماريا التظاهر بالهدوء وهي تقترب، لكن وجهها الشاحب وارتباكها فضحا كل شيء. أمسكت يد الطفل بسرعة، لكن الصبي رفض الابتعاد عن ألكسندر، وتمسّك بيده الصغيرة بهدوء وعفوية. عندها أدرك ألكسندر أن ما يحدث ليس صدفة ولا خيالًا ولا تشابهًا عابرًا. كانت هناك قصة كاملة تُروى في ملامح الطفل، في خوف ماريا، وفي شعور غامض أخذ ينمو داخله. وعرف أن الحقيقة تقف على بعد كلمة واحدة فقط.

الصفحة التالية تكشف المواجهة التي حاولت ماريا الهرب منها …
والسر الذي لم تتوقع أن يواجهه في حياته …