قصة رأى مليونيرٌ ابنَ خادمته، فلاحظ أنّ الصبيّ يشبهه
قالت ماريا بصوت مرتجف، لكنه واضح كالسيف:
“نعم… هو ابنك.”
تساقطت الكلمات كالصاعقة على صدره، رغم أنه كان يعرفها داخليًا منذ اللحظة الأولى التي رأى فيها الطفل. لكن سماعها بصراحة جعل العالم ينهار حوله تمامًا. وضع يده على جبهته، بينما تلاشت كل الأصوات من حوله. تذكّر تلك الليلة منذ سنوات، عندما كان شابًا متهورًا يعيش حياة بلا قيود، وماريا كانت فتاة بسيطة تعمل في منزله، وحصل ما لم يكن مخططًا. لكنه لم يكن يعلم… لم يخطر بباله… لم يقترب حتى من احتمال أن يكون قد ترك خلفه طفلًا.
تنهدت ماريا بعمق وقالت:
“كنت خايفة. ما كان عندي الجرأة أواجهك. وكنت أظن إنك هتطردني… ويمكن تاخد ابني وتبعده عني. عشت كل يوم وأنا بخاف من اللحظة دي.”
كان كلامها مليئًا بالوجع، لكنه لم يكن كافيًا لتهدئة العاصفة التي اشتعلت داخله. نظر إلى الطفل الذي كان يلعب الآن بخيط على الطاولة ببراءة كاملة. لم يكن يفهم معنى اعتراف أو ذنب أو مسؤولية. كان فقط يعيش يومه، ويشعر بالأمان قرب الرجل الذي ناداه بابا دون تردد. ولأول مرة، شعر ألكسندر بأن قلبه يتحرك بطريقة غريبة… بطريقة لم يعشها من قبل.
مرت لحظات طويلة قبل أن ينهض ألكسندر من مكانه ويتجه نحو النافذة، ينظر إلى الحديقة التي كان يلعب فيها الطفل قبل دقائق. بدا له العالم مختلفًا الآن؛ لم يعد يرى القصر بذات العظمة، ولا نجاحاته بنفس اللمعان. كان هناك شيء واحد فقط يملأ تفكيره: أنه أصبح أبًا، وأن هذا الطفل لم ينل منه سوى الغياب. ومع ذلك، ناداه بابا بثقة. لم يطلب منه شيئًا، لم يتهمه، لم يغضب… فقط أحبّه ببساطة.
التفت ألكسندر أخيرًا، وسار نحو الطفل، وجثا على ركبتيه أمامه. وضع يده على كتف الصبي، وقال بصوت مكسور لكنه صادق:
“أنا… آسف. بس من اليوم… مش هبعد عنك.”
ابتسم الطفل فورًا، ابتسامة واسعة أعادت لألكسندر توازنه كله. أما ماريا، فانهارت بالبكاء، لكنها شعرت لأول مرة منذ سنوات أن السرّ الذي خنقها طويلاً أصبح الآن بداية جديدة للجميع. وهكذا تغيّرت حياة المليونير… ليس بسبب صفقة أو أرباح… بل بكلمة واحدة قالها طفل صغير: بابا.

تعليقات