قصة رأى مليونيرٌ ابنَ خادمته، فلاحظ أنّ الصبيّ يشبهه

قصة رأى مليونيرٌ ابنَ خادمته، فلاحظ أنّ الصبيّ يشبهه

وقفت ماريا أمامه وكأنها مستعدة لتلقي حكم نهائي لا رجعة فيه. حاولت أن تستجمع قوتها، لكنها فشلت في إخفاء التوتر الذي كان يفضحها بكل حركة. نظرت إليه بعينين ممتلئتين بالدموع، ثم خفضت رأسها بخجل عميق. كان المشهد أكبر من قدرتها على الاحتمال، فهي تعلم أن سنوات من الصمت والاختباء ستنهار في لحظة واحدة. أما الطفل، فكان يراقبهما بعينيه الواسعتين دون أن يفهم ثقل ما يجري حوله. كان كل ما يعرفه هو شعور داخلي يجذبه نحو الرجل الذي ناداه باباه.

قطع ألكسندر الصمت بصوت منخفض لكنه حاد:
“ماريا… قولي الحقيقة.”
ارتجفت شفتاها، وبدت كأنها ستنهار، ثم تمتمت:
“لو سمحت… مش هنا.”
لكن ألكسندر لم يكن مستعدًا للانتظار. سنوات من الغموض بدأت تتكشف أمامه، وقلبه لا يحتمل مزيدًا من التأجيل. أمسك بيد الصبي برفق، ودعا ماريا للدخول. سارت خلفه وهي تشعر بأن خطواتها تقودها إلى نهاية حياة اعتقدت أنها تحميها. وكلما اقتربوا من باب المنزل، كانت أنفاسها تتسارع خوفًا مما سيحدث.

جلس ألكسندر على الأريكة، ووضع الطفل بجانبه وهو يحاول فهم ملامح وجهه أكثر. كانت تفاصيله تحمل آثارًا منه لا يمكن تجاهلها، حتى طريقة جلوسه كانت مشابهة له. أما ماريا، فظلت واقفة، عاجزة عن الجلوس أو الكلام. رفعت عينيها إليه أخيرًا، وقالت بصوت مكسور:
“كان لازم أحميه… كان لازم أحمي نفسي… وكان لازم أحميك.”
كلماتها لم تزد الموقف إلا غموضًا. اقترب الطفل من ألكسندر أكثر، وأسند رأسه على كتفه بثقة كاملة، وكأن جسده البريء قرر الحقيقة قبل أن تُقال.

تنفّس ألكسندر بعمق، وشعر بصداع يخترق رأسه، ثم همس:
“هل… هو ابني؟”
لم تجب ماريا فورًا. بل أغمضت عينيها، وغطت فمها بيدها كأنها تحاول منع انهيار دموعها. كان الصمت يُطبق على الغرفة، والطفل ينظر بينهما ببراءة محضة، غير مدرك أنه محور حياة كاملة تتغيّر. وأخيرًا، رفعت ماريا رأسها، ونظرت إليه بنظرة محملة بسنوات من الذنب والصمت.

الصفحة التالية تحمل الاعتراف الكامل …
والسبب الذي دفع ماريا لإخفاء الحقيقة لسنوات طويلة …