قصة طرد الملياردير تسعًا وعشرين مربية خلال شهرٍ واحد
جلس جيمس على الأريكة، لا يشعر بقدميه، ولا يستطيع استيعاب كلمات إيلا التي سقطت عليه كحجر ثقيل. كان التوأم يقفان بالقرب من الباب، يراقبان كل شيء بعيون واسعة لا تشبه عيون طفلين أبداً. قالت إيلا وهي تقترب منه: “قبل أن تتزوج فيكتوريا، كنت تعمل على مشروع تعديل جيني عسكري… مشروع يهدف إلى خلق جيل جديد من البشر بقدرات فائقة.” هزّ رأسه بقوة، متذكّرًا الخطر الذي كان يحيط بذلك المشروع، والليالي التي لم ينمها خوفاً من نتائجه. لكنه لم يتخيّل يوماً أن المشروع سيلحق به إلى قلب بيته.
أخرجت إيلا من حقيبتها مظروفًا صغيرًا، وضعته أمامه ببطء وكأنه يحمل قنبلة موقوتة. قالت: “هذه كانت مع فيكتوريا يوم غادرت. طلبت مني الحفاظ عليها حتى تكبر، أو حتى تأتي اللحظة المناسبة.” فتح المظروف بعصبية، فوجد صورًا لنتائج فحوصات جينية، وتقارير طبية مختومة بشعار شركته القديمة. كانت الأرقام والنسب تشير إلى شيء واحد صادم: التوأم ليسا فقط مختلفين… بل خطرين بطريقة لا يمكن التنبؤ بها. وداخل الأوراق، كتب بخط فيكتوريا المرتجف: “احمهم من نفسك.”
رفع جيمس رأسه نحو التوأم، فرأى في عيونهم لمعانًا غريبًا، خليطًا بين الفضول والقلق والقوة الكامنة. تقدّم نوح خطوة وقال بصوت ثابت لا يشبه صوت طفل: “نحن لا نريد أن نؤذي أحدًا يا أبي… ولكن هناك من يريد استخدامنا.” تبعه إيثان: “وأمي كانت خائفة من أن يجدونا.. أو يجدونك.” نظر جيمس إلى إيلا بارتباك، فأومأت له بهدوء: “نعم… ليسوا وحدهم. هناك جهة تبحث عنهم، جهة تعرف كل شيء.” ارتجف قلبه، فأطفاله ليسوا مجرد عبقريين… بل مطاردين.
وقف جيمس ببطء، وكأن سنوات من الذنب تسقط عن كتفيه فجأة. نظر إلى إيلا نظرة طويلة، نظرة رجل غرق في الأسرار واليوم يواجه نتيجتها. قالت إيلا بصوت منخفض: “انتهى وقت الاختباء. لوصولي إلى هنا سبب واحد… وهو أن أحمي التوأم من الماضي الذي سيعود قريبًا ليطالب بهم.” اقترب جيمس من طفليه وضمّهما إلى صدره لأول مرة منذ سنوات. ووسط تلك اللحظة الثقيلة، أدرك أن حياته السابقة انتهت… وأن القادم سيكون معركة حقيقية، لا تشبه أي شيء واجهه من قبل.

تعليقات