قصة طرد الملياردير تسعًا وعشرين مربية خلال شهرٍ واحد
في صباح اليوم التالي، استيقظ جيمس على أصوات خافتة قادمة من المطبخ، صوت فخار يتلامس، وضحكات مكتومة متبوعة بهمهمات غامضة. نزل الدرج ببطء، خطوة تلو أخرى، وكأنه يتوقع حدوث شيء مريب. وما إن اقترب من المطبخ، حتى لاحظ أنّ الأصوات ليست عادية؛ كانت إيلا تتحدث مع التوأم بنبرة منخفضة، وكأنهم يتشاركون سرًا لا يرغب أحدهم أن يسمعه. وقف خلف الجدار يستمع، والقلق في صدره يكبر مع كل كلمة.
كان صوت إيلا واضحًا وهي تقول: “تذكّرا جيدًا… ما حدث البارحة قد لا يبقى مخفيًا طويلاً.” شعر جيمس ببرودة تضرب أطرافه، فهذه الجملة وحدها كافية لإعادة كل المخاوف التي حاول تهدئتها طوال الليل. ردّ إيثان بصوت خافت: “لكننا لم نكن نريد أن يعرف أحد…” ثم تبعه نوح: “ماما قالت لنا ألا نخبره.” توقّف قلب جيمس لوهلة، وتسرّبت الخيانة إلى عروقه كسمّ بطيء، إذ لم يكن يعلم أن فيكتوريا تركت وصايا للتوأم غير تلك التي تركتها له.
دخل جيمس المطبخ فجأة، فانتفض التوأم وتراجعا خطوة للخلف، بينما بقيت إيلا ثابتة في مكانها كأنها كانت تتوقع ذلك. نظر إليهم واحدًا واحدًا، يبحث في وجوههم عن أيّ علامةٍ يمكن أن تشرح ما يجري. قال بصوت منخفض لكنه حاد: “عن أيّ شيء كنتم تتحدثون؟ وما الذي لا يجب أن أعرفه؟” لم تجب إيلا، بل اكتفت بالنظر إليه بنظرة تحمل توترًا خفيًا، نظرة امرأة تعرف أن الصمت أحيانًا أقوى من الكلام.
اقترب جيمس أكثر، حتى أصبحت المسافة بينهم ضئيلة. شعر بأنفاس التوأم الثقيلة، ورأى أصابع إيلا ترتجف لأول مرة منذ وصولها للقصر. قال مجددًا، بصوت مكسور لكنه مصمّم: “أنا والدهم. ولي الحق أن أعرف.” عندها فقط تنفّست إيلا بعمق، وكأنها تستعد لفتح بوابة لا عودة منها. قالت: “التوأم يمتلكان قدرات غير طبيعية… قدرات ليست من هذا العالم. وهي ليست صدفة، وليست هبة. إنها نتيجة شيء بدأته أنت… قبل أن يصبحا حتى في رحم فيكتوريا.”
الصفحة الثالثة تحمل الحقيقة كاملة… وحقيقة واحدة فقط قادرة على تدمير العائلة بأكملها.

تعليقات